مدونة حكايات فريدة

الحب للصغار فقط؟


تلتفت الى مرآتها و هي تبدل ملابسها و تتأمل جسدها الذي بلغ من العمر 55 عاما و كأنها لم تره من قبل
ذلك الجسد لمتدثر دوما عن عيونها و مشاعرها .. لم تتأمله هكذا منذ.. منذ... لا تذكر تحديدا

تتحسس جلدها بعيونها تزعجها التجاعيد بأسفل ذقنها و رقبتها و تتبسم لنهدها الواقف في شموخ .. لازال نهديها جميلين .. في شبابها كان لها نهد فاتن .. هكذا كان يهمس لها زوجها في لياليهما ... تذكر يوم اضطرت لتبديل ملابسها أمام بنات خالتها .. داعبتها احداهما و التي كان نهدها صغيرا للغايه بقولها " تصلحين لصور اعلانات حمالات الصدر" تخفض عينيها بخجل و كأنها خجلى من تأمل جسدها عاري
و تتذكر كانت بشرتها أفتح لونا أو هكذا يخيل لها؟؟! هل يغير العمر لون و ملمس بشرتنا؟
تتنهد و قد تذكرت عمرها
تعود لإستراق النظر .. تسرح في جسدها بتفاصيله و ترهلاته و ما بقى له من آثار جمال
تتذكر آخر مره شعر فيه هذا الجسد بالحب .. آخر مره همست له أنامل بكلماتها العذبه .. أو سقته شفاه من شهدها المروي
تتذكر أرملها و كيف رحل بغته
لم تكن كبيره في ذاك الوقت
تكاد تختنق عندما تنخسها فكره مؤلمه " هل يثير جسد كهذا شهية رجل لقول حب .. لفعل حب؟"تهز رأسها و كأنها تدفع الفكره المؤلمه و تسرع لمدارة جسدها بثوبها
تجلس و تغريها الأفكار بملاحقتها فتنقاد كالمسحوره أسيرة الخاطره
تـٌــرى كيف يكون الحب الآن بعد هذا الشوق و طول الحرمان؟ .. هل تكون الرجفه كالرجفه الأولى و الشهقه كالشهقه الأولى شهقة الدهشه لإكتشاف مشاعر لا ندري بوجودها حتى تجتاحنا و عوالم لا نراها حتى نقتحمها و مهما حكوا لنا عنها لا يحاكي روعتها خيالنا
تسرح في ذكريات بعيده و تشعر بجسدها ينساق معها وراء أفكارها و تشعر بقشعريره لم تشعر بها منذ زمن تحتضن كتفيها و كانها تحتضن جسدها و تربت على رفيق رحلتها الذي أفنى نفسه لأجل غيره و تناسى رغباته منذ زمن
رحله طويله قطعتها دون رجل و أوهمت هذا الجسد ان مشاعر الأمومه كفيله بإلهائه عن مشاعر الأنوثه المتواراه خلف عجزها أمام حوائط الظروف التي تحول بينها و بين الظهور
هل لا يزال هناك حب ؟.. إمرأه قاربت الستين جنون أن تحلم.. فقط تحلم.. برجل يحتضن جسدها الذي فقد قوامه القديم و غافلها ليخفي بين طياته الخصر الجميل.. رجل يحبها و يقتح باباها الموصد منذ زمن كي يدخل و يستكين و لو للحظات تشعرها بإشباع الرضا الذي نسيته و يقبل وجنتها التي أزعجها ظهور الخطوط الرفيعه كضيف غير مستحب على الاطلاق لم تفلح كل الكريمات في طرده
إمرأه قاربت الستين ... ترددها لنفسها و كأنها تفيقها.. ففي النهايه.. لا مجال للحب لأمثالها.. فالحب للصغار فقط
..................................................................
من وحي فيلم
something's gotta give
شاهدته من زمن و أعجبني للغايه .. الكلمات غير كافيه لوصفه.. فيه أكثر من فكره مطروحه تستحق المشاهده

16 comments

zahra said...

فريده حقا انت رائعه
انتظر كلماتك دوما لتتحسس مشاعرى و تلعب على اوتار افكارى
تسلمى فريدة على الحكايه برغم ألمها

SOLITUDE® said...

رائع

عجبني هذا الجزء بالتحديد

"هل تكون الرجفه كالرجفه الأولى و الشهقه كالشهقه الأولى شهقة الدهشه لإكتشاف مشاعر لا ندري بوجودها حتى تجتاحنا و عوالم لا نراها حتى نقتحمها و مهما حكوا لنا عنها لا يحاكي روعتها خيالنا"

فاتيما said...

أنا كمان بحب الفيلم دا يا فريدة
و ما يثيره فى النفس من افكار آخرى
و لا اخفيك سرا
إنى بشوف نفسى فيه بعد سنوات من الآن
و ليه بعد سنوات ؟؟
من الآن حتى
و أشعر بكل كلمة سطرتيها فى كلامك عن مشاعر الفقد
و الإشتياق لظل رجل
و الاحساس بالخوف من الآتى
و الحنين للحب
تحياتى لقلمك الرقراق

Anonymous said...

عزيزتى فريدة
ربما بحكم سياقات معينة تخصنى وجدت نفسى أتابع هذه المدونة بتأمل جم
لإكتشف مدى القدرة على التقاط التفاصيل المدهشة والتى هى وفق مقولة يحيى الطاهر عبد الله
تفاصيل صغيرة كافية تماما لإثارة الدهشة
ماكتبتيه هنا هو ليس سردا للتيمة المركزية فى العمل بل ماأردت أن ترينه
بمعنى آخر ذلك الذى التقطته روحك وتماس مع مايقلقك أو يستحوذ على تفكيرك أو بالأحرى يجد صداه فى احساسنا بالعالم
تهنئتى متصلة على هذه الإلتقاطات المبدعة أو هى بحق جوهر الإبداع ومادته
لكن دعينى أنقل النقاش لأمر آخر
ماتقولينه هنا ليس إحساسا أنثويا فقط
فبعد تجريدها من الإختلافات الفسيولوجية
هى إحساس إنسانى
لن يدركه سوى من قطع شوطا فى الحياة
أنهى لديه مساحة التجارب وتركه عند شواطئ الحكمة والإستخلاصات والرؤى
حيث الذكريات زاد الذين أرهقتهم السنوات وحيث - فجأة - إنفلتت الحياة أو بعضها المبهج بانشغالات كنا نظنها ذات جدوى
ثم فجأة نستفيق فلايتبقى سوى أن نحلم ونستعيد ونتحسس بعض ماكان ينبض فينا ذات يوم
تحيتى ومودتى
هشام

Manal said...

جميل
ذاك الوصف الذي ارتسخ في ذهنك عن الفلم

:)

انا حره said...

وحياتك انتى ولا حتى الصغيرين طايلينه

msafa said...

رائعه المشاعر دى
الحب عمرة ما كان للصغار
الحب لكل الاعمار حتى اللى وصلوا التمانين
بهنيكى على البوست

سمـــــــــا said...

اسلوبك وسردك وكلماتك اكثر من رائعة

واكيد انا لازم اشوف الفيلم لان وصفك خلانى اشوف البطلة بكل تفاصيلها

بجد أحييكى على اسلوبك

...............

اما بالنسبة لوجهة نظرى فى الموضوع فانا بشوف ان كل مرحلة عمرية ولها رونقها وجمالها واحساسها حتى لو عندنا 100 سنة لازم نستمنع بالحياة طالما قادرين نعيشها يبقى نعيشها واحنا قادرين نحس بالسعادة والحب ودفا المشاعر

ولو الانسان وحيد لازم يفكر ان اكيد على الجانب الاخر فى الحياة انسان برضه وحيد نفسه يعيش ويحلم ويحب زيه فاحتمال يتقابلو ليه لأ ؟

وقبل كل شىء لازم يكون فيه أمل طالما فيه حياة علشان نقدر نستمر فيها

خالص الود

blackcairorose said...

فريدة

أول مرة فى مدونتك، واتعرفت عليها لما شرفتينى عندى

بس تصدقى لما قريت موضوعاتك لقيت انى عايزة اعلق على كل بوست قريته عندك

يعنى عايزة اقول انى بحب ديان كيتون قوى كممثلة رغم انى مشفتش الفيلم، بس بتعجبنى طريقة تمثيلها وتعبيرات وشها اللى فيها مسحة معاناة او عصبية

وعايزة برضه اتكلم على امريكا واقول كلام مشابه كتيرر للى انتى قلتيه، فى وقت بقى الهجوم على امريكا بمثابة هوه الاتجاه اللى ماشى، واللى كمان بشوفه بقى موضة، مع احترامى لكل الاراء اللى بتهاجم، ولكن كتير بيتناسوا الدور والتأثير الهائل اللى بتعلبه واللى فيه ايجابيات كتيرة، وما تقدمه هذه الدولة لابنائها يجعل ملاييين من المواطنين فى العالم بيتمنوا الهجرة والعيشة فيها

ودا موضوع كبير يمكن محتاج انظم فيه افكارى اكتر قبل ما اكتب فيه ولو يعنى دى مجرد خواطر سريعة

كمان فيلم الاخت الثانية لبولين فيلم احب اعلق عنه، لان قصة هنرى الثامن وزوجاته وخاصة آن بولين كانت من الموضوعات اللى قريت عنها فى اكتر من قصة وشفتها فى اكتر من فيلم وكل زوجه له تصلح لفيلم لوحدة

بس على فكرة فيلم الاخت الاخرى لبولين فيه خيال مش قليل يعنى مش كله حقائق تاريخية ولودخلتى على ويكيبيديا وبحثتى عن الفيلمهتلاقيهم مفرقين بين الاحداث المؤكدة وغير المؤكده فى الفيلم

واخيرا اطيب تحياتى

واكيد هكون من زوارك الدائمين من هنا ورايح

Anonymous said...

bonjour farida

bravo tu es magnifique moi je passe toujours ici

tu sais ce qui fais encore plus mal c est vivre avec ton mari mais tu ne peux plus sentir ces choses comme avant....

Amira said...

زهرة الياسمين
أشكرك لكلماتك البالغة الرقه و النعومه كالياسمين حقا

أخجلتم تواضعنا
:)
..........

solitude

أشكرك و تحياتي

...........

فاتيما

اعتقد ان كل امرأه ترى نفسها في هذا الفيلم لأنه في النايه هذا هو و للأسف واقع الحال

أشكرك

...........

Amira said...

هشام
أعجبني تحليلك للبوست و لنظرتي للأمر

و كم انا سعيده باهتمامك و تعليقك المفصل الجميل

قد يكون ما وصفته صحيحا
و لأجل هذا رأيت في الفيلم تلك النظرة التخيليه لأمرأه تتأمل نفسها في المرآه و كأنني و مثل أي امرأه أخشى يوما أنظر فيه الى مرآتي فأرى امرأه محرومه من الحب

Amira said...

manal

شكرا
اتمنى ان تشاهديه

........
انا حره

يا ساتر يارب

ليه كده بس
:)
.......

masafa

وهذا ما يحاول البوست قوله

شكرا
وتحياتي

Amira said...

سما
يارب الفيلم يعجبك و فعلا هو فيلم يستحق المشاهده

وجهة نظرك صحيحه تماما
وانا دايما اقول انا أؤمن بالفرص التانيه

تحياتي
..............

Amira said...

blackcairorose

أنا على عكسك متابعاكي من فتره بس في فتره انا انقطعت عن التدوين و المتابعه و لما رجعت اقرا قريت لك

مش فاكره ان كنت علقت عندك قبل كده

ذاكرتي دايما هزيله

بيعجبني عندك من زمان جرأتك و صراحتك رغم اني كنت احيانا بختلف معاكي في شوية حاجات لكن الوضوح و الصراحه شيء يجعلنا تحترم الآخر حتى و لو اختلفنا معه

و جمال الحياه في تنوعها

سعيده أن أعجبتك كتابتي
و اتمنى أن تكرري الزياره

تحياتي
و مودتي

Amira said...

Rita

merci

أكتب ردي عليكي بالعربيه لأنني و للأسف لا أجيد الفرنسيه و قد استعنت بمساعده لترجمة تعليقك
و انا افترض فهمك للعربيه لأنك فهمتي المقال في الأساس

كلامك صحيح تماما .. إن افتقدا المشاعر على أي مستوى من المستويات شيء مؤلم و سيء

سواء كان هناك شخص من المفترض ان نتشارك معه مشاعرنا أم لا

اشكرك على تعليقك الجميل و مشاركتك بالأمر و سعيده بمتابعتك لي و اعذريني على عدم اتقاني الفرنسيه

:)

Professional Blog Designs by pipdig