مدونة حكايات فريدة

وداعا بوش







 بعد أن القى الصحفي العراقي "منتظر الزيدي" حذاؤه في وجه "جورج بوش" دلالة على الاحتقار و الكره و الاستهانه.. كان كل ما أتطلع اليه أن أرى رد فعل "بوش" نفسه و الشعب الأمريكي و الاعلام الأمريكي
و قد كان كما توقعت تماما ....لأن أمثال بوش لا يروا سوى ما يريدوا هم رؤيته و يصدقوا أكاذيبهم التي يرددوها لمن حولهم .. جاء مزاح بوش حول مقاس الحذاء و اعتبر إعلام دولته أن هذا التصرف لا يتعدى كونه لفت نظر من الصحفي العراقي إلى ذاته
..................
في التاريخ نجد أن الشعوب و الحضارات المختلفه و المتعاقبه تعرضت لنزوات مجانين كثيرون قادتهم الظروف لتولي السلطه.. إن السلطه في حد ذاتها قد تقود للجنون

.. و كم من ملوك و اباطره و رؤساء و حكام أصابتهم شهوة الحكم و قوة السلطه .. بالغرور و التغاضي و التعامي عن كل ماهو حق .. و الانغماس في الشعور بالعظمه الوهميه الواهيه
ان هذا هو اثر السلطه المفسده .. و قليلون هم من نجوا من ذلك الفساد
فما بالك لو كان من سٌــلط أصلا فاسدا بجنون العظمه
عندها يرينا التاريخ نماذج من الطغاه و الدكتاتوريون المرضى الذين يجيدون ترديد الأكاذيب و صبها في آذان شعوبهم ليقودوا شعوبهم نحو التهلكه زاعمين مصالح الوطن بينما مصالحهم شخصيه بحته و دافعهم وهم أعمى و مجد شخصي
...............







في العصور القديمه كان هناك أمثال الإسكندر الأكبر .. الفتى الشاذ  الذي جعلته أمه يؤمن بأنه ابن اله.. فحكم وقاد الألوف نحو الموت و غزا العالم أجمع قانعا أتباعه أن هذا من أجل مصلحة مقدونيا و الحضاره اليونانيه بينما كان هدفه المجد الشخصي لظنه أنه اله يجب أن يخلد اسمه مثل ما خلد أبطال الأساطير القديمه.. و مالبث أتباعه أن حاولوا تسميمه عندما اكتشفوا أن الهلاك سيصير مآلهم ان لم يتخلصوا من ذلك المجنون
و أثناء رحلته ,...قال كثيرون للإسكندر حقيقته في وجهه.. لكن أمثال الإسكندر لا يروا سوى ما يريدون رؤيته
......




و لم يكن ذاك بعيدا عما فعله " هتلر بالشعب الألماني .. عندما اقنعهم أنهم الجنس الأرقى و انهم أعظم شعوب الأرض و تسبب في أن يخوض العالم كله حروبا لا لشيء سوى لأنه هو نفسه مقتنع انه أعظم رجل في الأرض.. رجل مريض قاد دولة للإنهيار و قاد العالم لنيران حرب مستعره
...........






و في التاريخ الحديث سيحكى يوما عن رئيس أمريكي ذهب بجيوش دولته- التي كانت تعد أعظم دوله في العالم- إلى اقصى البلاد كي يخوض حربا قانعهم بأكاذيب مثل كره العرب لهم ووجود أسلحة دمار شامل في العراق ستدمرهم
و خاض الأمريكان الحرب  وخسروا ارواحا و انفقوا اموالا و لم يجدوا طبعا أسلحة دمار شامل .. فقط وجودوا كراهية العرب صارت حقيقه واقعه بدأت بمشروع دافع غرسه بوش بهم
و صارت أمريكا مثلها مثل أي امبراطوريه أو حضاره عظيمه قبيل انهيارها .. تندفع في جنون لتدمير من حولها لتأكيد زعامتها المطلقه و مجدها الوهمي
لكن في نهاية حكم رئيسها الذي شن تلك الحرب .. بدأ اقتصاد امريكا في الانهيار و كسبت أعداءا لا حصر لهم وتولى رئاستها واحد من الأقليه التي تنغص على الحلم الأمريكي منامه ..و انتهى الأمر الى أن التاريخ سيحكي يوما
عن رئيس دوله ظن نفسه ملك العالم .. و سيكشف المقربون له  حقيقة ديانته و نقاط ضعفه و جنونه.. و ان الأمان المزعوم للأمريكان كان في واقع الأمر أمانا من اجل الصهاينه...و ان المجد الأمريكي لم يكن سوى مجد جورج بوش نفسه الذي ردد وعودا كاذبه و اسباب ملفقه و قاد السفينة نحو الجبل و قفز قبل أن ترتطم
واهما انه قد كتب اسمه في التاريخ
و لقد كتب فعلا اسمه بالتاريخ لكن كواحد من آلاف المرضى الذين حازوا احتقار الشعوب و اشمئزازهم و كرههم و ستروى واقعة الحذاء الطريفه ككنايه عن ما كتبه فعلا بوش في أذهان معاصريه
كرجل ودع فترة رئاسته بانهيار دولته اقتصاديا وودع انتصاره المزعوم في العراق بإلقاء الحذاء في وجهه  



6 comments

عبدالله said...

فعلا الواحد لما يشوف واقعه الجزمه من وجهة نظر التاريخ يحس انها ليها فائده كبيره جدا بس المشكله التاريخ هيقول عنا احنا
معتقدش انه هيقول حاجه كويسه عننا

مقال لذيذ ربط التاريخ بالحاضر بالمستقبل بس اتمني متستقبل نقدر نغيره

تحياتي

koko said...

مع احترامى ليكى و لرأيك و كتاباتك لكن عرفتى منين ان الاسكندر كان فتى شاذ

و هل قريتى كفايه عن هتلر علشان توصفيه بالمجنون على فكره كان عاقل اوى و عنده اخلاق كمان

و حتى بوش ده مجرد لعبه فى ايد اليهود

حسن ارابيسك said...

الحقيقة
مزج جميل لرؤية عميقة مع ربط لبعض الرموز التاريخية من خلال قراءة تحليلية لها الحقيقة عجبني تدوينتك لتميزها عن الأخرين الذين علقوا على الحدث فقط دون اي استنباط زمني
تحياتي
حسن أرابيسك

Amira said...

عبد الله
التاريخ غير محايد هذا حقا
لكن هناك للتاريخ أكثر من راوي
وقطعا هناك من سيروي القصه كما كانت

تحياتي

Amira said...

koko
بعد التحيه
ان قرأتي عزيزتي بما فيه الكفايه ستجدي أن ما قلته عن الأسكندر يطابق الكثير من الحكايات التاريخيه عنه

انا عادة اذا ما أثارت فضولي معلومة ما أقرأ عنها

أما بخصوص هتلر فإن العبقريه أحيانا تعتبر أولى مراحل الجنون
الجنون ليس معناه اللوثه و فقد الأهليه
الجنون يطلق مجازا احيانا على الشعور العالي بأهمية الذات فيما يسمى بجنون العظمه

ومهما كان هتلر ذكيا و حكيما و قياديا
فإن اقتناع شخص ما ايا كان هذا الشخص انه هو وشعبه أسمى من كل البشر فيها بالنسبة لي و بالنسبه لكثير من المؤرخين نرجسيه و ضربا من الجنون

و كل شخص حر في حكمه

فيما يتعلق ببوش
ما قلتيه عنه صحيح تماما

اشكرك للتعليق
و تحياتي

Amira said...

حسن ارتبيسك

أشكرك
أوحشتني تعليقاتك

تحياتي

Professional Blog Designs by pipdig