مدونة حكايات فريدة

ندى 1


لم تكن ندى جميله ..كإمرأه مبهرة الجمال لا يختلف عليها إثنان .. و لا دميمه كإمرأه تناست الجاذبيه أن تخط في ملامحها بعضا من خطوطها
كانت فتاه عاديه لا تجذبك لو مرت بجوارك .. لكنك ترتاح لها و لملامحها المتسقه لو تكلمت معها و تأملتها.. و قد كانت فتاه هادئه وديعه .. بسيطه... لكن بعينيها لمحة حزن لا يخفى على عين رجل خبر النساء مثلي... لفتني حزنها منذ رأيتها أول مره عندما انتقلت أنا و أسرتي الى السكن بالشقه الخاليه المجاوره لشقتهم
قالت لي زوجتي " ناس طيبين بس يا حرام بنتهم عانس" ... رغم خبرتي بالنساء لم أكن قط بارعا في تقدير أعمارهن ... ربما لأن عمر المرأه هو سرها الدفين الذي تحاول اخفائه بشتى الطرق .. و ربما لأنه بالنسبه الى رجل مثلي لم يكن أبدا العمر هو ما يهم .. المرأه جمالها في روحها و كل عمر له جماله ... كم عرفت من نساء كان منهن من تكبرني عمرا و كنت أشعر معها بسعاده لم اشعرها مع صغيرة ساذجه
لكن معظم الرجال لا ينظروا للأمر مثلما أنظر انا له .. على العكس .. اعرف أصدقاء لي تخطوا الخمسين و لا يثيرهم سوى الصغيرات
أنا و لا تفرق معايا .. صغيره أم كبيره المهم أن تمتعني.. و لا أقصد المتعه الجسديه فقط .. فأنا لم أكن زير نساء و لا حيوانا لا يفكر سوى بغرائزه .. أنا كنت و لا زلت عاشق لأجمل ما خلق الله من نعم.. و انا احترم المرأه و أقدرها و اعاملها معاملة الأميرات و لو كانت مومس بالأجره
المهم ان تمتعني صحبتها بكل جوانبها...و كم استمتعت بنساءا و لم أسأل عن اعمارهن .. لكني أعلم ان العمر هو هاجس المرأه الأكبر و أعلم معنى أن تكبر المرأه و ينعتها الآخرون بلقب " عانس" .. لذا فأنا أعلم تحت أي ضغط تزرح روح " ندى " الوديعه و لم ذاك الحزن بعينيها العسليتين
لم تسنح لي الظروف التحدث معها كثيرا و لكن زوجتي بطبيعة شخصيتها الاجتماعيه .. وطدت علاقتها بأسرة ندى سريعا ... وأي نوع من انواع الحوارت بيني وبينها كان مغلفا بالاحترام الذي يفرضه علينا فارق السن بيننا فأنا في مقام ابيها .. فأنا أكبرها باثنين و عشرون عاما
كانت ندى في الثلاثين .. هكذا اخبرتني زوجتي.. و للنساء فراسة و فضول فيما يتعلق بأعمار نظائرهن
و مهما كنت معجبا بندي ... و انا في حقيقة الأمر كنت معجبا بها كثيرا ... لوداعتها و ذكائها و رقتها البالغه .. و انا رجل ضعيف أمام رقة النساء .. اشعر أمام المرأه الوديعه أني أود احتضانها و احتوائها بين ضلوعي كي أزيد ذوبان رقتها ذوبانا
أشعر أن انفاس المرأه الهادئه بين أحضاني ذبذبات رقيقه تهز اوتار حواسي فيقشعر بدني و ينتصب إدراكي لوجودها و تكون امنيتي أن اذيب هذا الوجود الوديع بوجودي
لكني نحيت مشاعري ناحية ندى جانبا لسببان ..أولهما أني و خلال عشرين عاما من الزواج .. لم أتصرف تصرفا واحد متهورا يجرح زوجتي و يجعلها تدرك سري الدفين و ضعفي القاتل
قد تستشعر هي بغريزتها كأنثى ... حبي للنساء و رغبتي المتأججه دائما لكنها كانت تظن في هذا ظاهر طبيعي لرجل مثلي .. و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعدى تفريغي لطاقتي و رغباتي معها هي.. و أني لم و لن اخونها
وثانيهما أني انا صدقا لم أكن خائنا لزوجتي .. بل أحببتها و عاملتها معاملة كريمه كانت تحسدها قريناتها عليها .. ربما كنت شقيا جدا كما يقولون قبل زواجي و هذا ما تعرفه زوجتي جيدا و قد تزوجتها و كل نيتي الاخلاص لها لكن الحياه تضع أمام الرجل أحيانا مغريات يصعب عليه مقاومتها
الرجل العاقل هو من يعرف كيف يظبط نفسه و يعرف كيف يستمتع دون ان يجرح من حوله و لا يهد ما بنيه من كيان أسري
و قد وفقت طوال سنوات زواجي لهذه المعادله الصعبه ... لأنني تجنبت الحب تجنب الهلاك...فمهما كانت نزواتي فهي قليله .. ومهما كانت اخطائي فانا لم أخنها بعلاقه طويله و حب لأخرى
مره واحده كدت أنزلق... مع إمرأه تدعى " إيمان"... فلم تؤثر في امرأه كما أثرت في هي.. لكني تداركت الأمر سريعا بعدما استشعرت الشكوك من جانب زوجتي.. للنساء رادار عجيب ناحية الخيانه .. كما أن أمر العاشق مفضوح مهما بالغ هو في مداراته
آه ... إيمان تلك .. كانت قصه أخرى... كانت بها وداعة و رقه تشبه .. بل تفوق رقة "ندى" لكنها على العكس كانت مبهره الجمال.. أبدع الخالق في تصويرها الى درجه أنك لا تصدق أن مثل هذا الجمال يوجد على الأرض .. كانت من ذلك النوع من النساء التي ان سارت في شارع ما تلتفت لها كل العيون
لكنها كانت تعيسة الحظ .. و كأن الله أعطاها الجمال و سلبها أسباب السعاده
لم يكن أبدا جمال المرأه سببا لوفرة حظها.. و هذا ماوددت بشده أن أفهمه ل "ندى" لأن كل من حولها أقنعها أن سبب عدم تقدم أحد لخطبتها هو قلة نصيبها من الجمال
!!
أغبياء.. طعنة قاتله لأي امرأه أن تشعرها أنها غير جميله ... و كم وددت لو أخبرها أنهم حمقى .. و ان هناك من هن دونها جمالا و تزوجن .. و هناك من فقــناها جمالا و تطلقن .. و ان الحب و السعاده لا علاقة لهما بالجمال .. و أنها جميله .. و أنا أعلم انها جميله و أنه تحت ملابسها الفضفاضه المحتشمه يقبع جسدا رائعا ينبض بالجمال
و أن عيناي قد ميزتا استدارة نهديها و شموخهما .. و دقة خصرها ... امتلاء ردفيها
و اني عندما لمحتها يوما عرضا من شباك المطبخ في قميص النوم الوردي القصير لم أستطع أن أغض بصري و لا أن أوارب شيش الشباك كيلا تراني هي و لم يهمني أن تفاجئني زوجتي و انا متسمر و مبحلق في جسد جارتنا الصغيره .. هذا الجسد الجميل اللدن الذي يشبه لونه لون الحليب
كانت مفاجأه بالنسبة لي لأنها كانت تبالغ في مدارة جسدها
و كم وددت لو اخبرها أنها ساذجه و أن جسدها أجمل ما فيها .. و انها لو أظهرت جماله و تركت رقتها تتحدث عن نفسها لتوافد عليها الخطاب
لكن هذا الحجاب .. موضة العصر الحديث البغيضه....في زمني كانت النساء .. حره و جميله .. و لا تخجل من المباهاه بجمالها.. و استعراض جسدها
و كانت الفتيات أنيقه.. و راقيه .. و كم يثير تقززي الآن موخره كبيره محشورة في بنطلون جينزو بلوزه ضيقه تكشف أعلى الصدر.. ان فتيات هذا العصر اما محجبات يصلحن للكنائس أو فتيات يصلحن للبغاء أو محتشمات لا لون لهم أو طعم او رائحه
......
ندى كانت محتشمه تبدو للناظر لا طعم لها .. لكن لي كان لها طعم يداعب بإشتهاء تذوقه ذواقة خبير مثلي... لكني لم أتذوق ندى و لن أتذوقها.. لكن هذا لم يمنعني من مراقبتها عن كثب .. كما يراقب الصياد الخامل طير قريب غير فاطن لصياد قريب لم يمنعه عنه سوى خموله أو ربما غياب طلقاته
لكن الظروف جعلتني يوما ما اقترب من ذلك الطير أكثر من ذي قبل و كان هذا يوم اتى لي والد ندي في البيت بعد صلاة المغرب التي كان يصليها في الجامع كعادته .. وجدته يطرق باب بيتي و رحبت به و طلبت من زوجتي عمل الشاي و انا أرحب به بالكلمات التقليديه المعتاده و بداخلي تساؤل لم أصرح به عن سبب الزياره
حتى بدأ هو الكلام قائلا
و الله انا كنت عاوز حضرتك في خدمه كده
تسائلت بلهجه مرحبه
خير انت تأمر
.....................................
يــــُتــبــع

15 comments

Unknown said...

فريده
طريقة وصفك رائعة جدا ومشوقه
وكلامك صحيح جدا
بعمره ما كان الجمال مقياس للسعاده

بس للأسف مقاييسنا في هالمجتمع معطوبه
أنا بستنى الجزء الثاني

ما تتأخريش علي:)

Ahmed Salem said...

لست أستغرب تطور مستواكي من مدونة متمكنة الى كاتبة متمكنة.

عند قراءتي لآخر كلمة تمكن فضولي لمعرفة باقي القصة.

انا منتظر بفارغ الصبر الحلقة القادمة.

على فكرة انا موافق بالفعل على موضوع ان الجمال ليس بعامل الجذب الوحيد للمرأة.

في ثقافة التانترا, لديهم حكمة جميلة جدا.
لا تتزوج الجميلة, تزوج من تحب الحديث معها.

أكيد فهمتيني.

انا حره said...

متتاخريش علينا

أسوور said...

اكثر ما لفت نظرى عبارتين

فمهما كانت نزواتي فهي قليله .. ومهما كانت اخطائي فانا لم أخنها بعلاقه طويله و حب لأخرى

يتخيل دائما الرجال ان دى مش خيانة

مرة واحد قالى انه عمره فى حياته ما خان مراته غير مرة واحدة بس
ولما سألته عن تلك المرة قال .. لم تكن غير علاقة واحدة حقيقية لأنى احببتها .. اما الباقى فهى علاقات سريعة ى ترقى لدرجة الخيانة

اما العبارة الثانية

كن هذا الحجاب .. موضة العصر الحديث البغيضه....في زمني كانت النساء .. حره و جميله .. و لا تخجل من المباهاه بجمالها.. و استعراض جسدها
و كانت الفتيات أنيقه.. و راقيه .. و كم يثير تقززي الآن موخره كبيره محشورة في بنطلون جينزو بلوزه ضيقه تكشف أعلى الصدر.. ان فتيات هذا العصر اما محجبات يصلحن للكنائس أو فتيات يصلحن للبغاء أو محتشمات لا لون لهم أو طعم او رائحه

ولا تحتاج الى تعليق .. فقد قلت فيها كل شىء

تحية وانتظار

أنسانة-شوية وشوية said...

اله اله يا فريدة رائعة

طريقك سردك للقصة مبهرة واخدتنا لدرجة انى لما عرفت ان لسه في حلقة تانية زعلت عايزه اكملها مستنينك متتأخريش

Ahmed Shokeir said...

كنا نقول دائماً أن المرأة شخصية محيرة يصعب توقع أسراراها .. وهنا قصة تفتح ملف الرجل وكشف كوامنه من خلال شخصية متناقضة يتنازع بين رغبتين كل منهما يجذبه ، فلا يعكس ظاهره كوامنه .. وهذا جديد على الرجل وخصوصا فيما يتعلق بالنساء

نهاية جزء .. مشوقة

يا مراكبي said...

هذه المرة يوجد تطور نوعي ملحوظ في مستوى الكتابة .. فالقصة من النوع المشوق جدا وأنا بالفعل متلهف على معرفة ما سيحدث بعد ذلك

لفت نظري أيضا الإسترسل في الوصف للشخصيات بطريقة أيضا مشوقة .. وافقك التوفيق في ذلك خلال النص

لي بالطبع العديد من الملاحظات على أفكار وقناعات بطل القصة (وهي بالتأكيد ليست بالضرورة أن تكون من ضمن قناعاتك أنت أيضا) لكنني أؤجلها إلى نهاية الحلقات

momken said...

عارفه

ممكن الواحد يطلق عليكى سيده التفاصيل

فانت افضل من قراءه لها تهتم بالتفاصيل جداً

ماشاء الله عليكى

تحياتى

رباب كساب said...

امتى هلاقيلك كتاب عليه اسمك يا فريدة ؟؟؟؟؟
وأسعد بنيل توقيعك عليه
جميلة جدا
أتابع في شغف وفي انتظار البقية
تحياتي

Fatma said...

رائعة

في انتظار الجزء التاني بفارغ الصبر

المـــفـــــــقــــــــوعـــــة مــرارتـهــا said...

انا معجبة بطريقتك في الكتابة جدا
بجد اسلوبك اكثر من رائع
مستنية الجزء الثاني علي أحر من الجمر
ماتسيبناش متعلقين كدة وبنعد الليالي
ياتري هايخون ولا لأ؟.

دنـيـا محيراني(ايناس لطفي said...

لا لا مش هاينفع كده يا فريده انشري كل القصه علي بعضها مش قادره استنا عشان اعرف الباقي انا عايزه اعرف بجد
:)
تحفه يا فريده وصفك للمشاعر الرجل شيء جديد ومتميز منك في انتظار الجزء التاني بشكل جامد جدا

Beram ElMasry said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتى الغالية ،انت ام اليوم او غدا ، فكل عام وانت بخير فى عيد الام ، وان كنت تتمنين لطفلك ان يحيا امنا فلقنيه ان الاسرائيلى شر كله ، فلا يامنه برهة ، ولا يسالمه مدى الحياة

يهودى يعنى حنش احسن دوا تقطعوا راسه
كلام نقوله لنسلنا نطبعوا فى كتابه وكراسه
لك تحياتى والسلام عليكم ، ولا سلام مع اليهود
بيرم المصرى

امل said...

صدقتك لدرجة انى افتكرت ان فى انسان بيحكى عن نفسه بلسانه هو
انت فعلا مبدعه
ياترى ممكن تساعدينى بعقلك المبدع ده
شاكره لكِ امتعانا بقلمك


واسمحيلى اشكر عن طريقك الاستاذ : احمد سالم..فى قوله
لا تتزوج الجميله..ولكن تزوج من تحب الحديث معها
فعلا قول صائب
فمن الجميلات من تدرك غبائهن من اول كلمه فالجمال جمال اللسان

Amira said...

أشكركم جميعا للتشجيع و الكلمات الجميله

و أعتذر أنها أكثر من جزئين

لا اقصد الاطاله

و لكن هكذا تسير الأحداث

أردد لكم شكري و تحياتي

و اتمنى أن أحافظ على المستوى في الأجزاء التاليه و أن تنول اعجابكم

Professional Blog Designs by pipdig