مدونة حكايات فريدة

صفعة 1


سيدي الفاضل
بعد
   التحية
أكتب إليك قصتي أو مشكلتي بعد تفكير عميق و تردد... فرغم أنى طالما قرأت لك و أعجبت بأرائك الحكيمة و تابعت قصص مراسلينك باهتمام على مدار سنوات إلا أني كنت مثلي مثل كثيرين ممن أرسلوا إليك يوما و لم يظنوا أبدا أنه سيأتي اليوم الذي يمسكوا فيه بالورقة و القلم كي يكتبوا حكايتهم... هذا بالإضافة أن حكايتي انتهت .. فلست بوسط مشكلة ما الآن أحتاج حلها.. لكني بحاجة لأن أفضفض معك و أحتاج أن أروي قصتي لكل فتاة علها تستفيد و تتعظ
فإن قصتي كانت بالنسبة لي درسا دفعت ثمنه غاليا ... كانت بمثابة صفعه
نعم صفعه ... هو ده شعوري بالظبط
تعرف في الأفلام العربية عندما ينهال أحدهم على البطل بصفعة قوية.. و نسمع الموسيقى التصويرية و يتحسس البطل خده في دهشة وصدمة
هذا ما حدث لي بالظبط لقد صفعني زوجي .. مجازا.. و يا ليته صفعني باليد و لم يصفعني بالفعل.. ربما كان أهون.. و قد كانت تلك الصفعة هي الحدث الفاصل بحياتي .. بعدما تحسست موضعها و سمعت الموسيقى الدراميتيكيه برأسي و شعرت بالدهشة ثم الغضب .. كان يجب أن أفعل شيئا ما أو أقول شيئا ما و ربما يكون أول ما قلته هو السؤال الاستنكاري الشهير للبطل
أنت بتضربني!!!!!!!؟
و قد كان يجب أن اسأل باستنكار شديد يا سيدي و دعني احكي لك قصتي من أولها كي تفهم
...
كنت فتاة عادية من أسرة ميسورة الحال ... كل أحلامي كانت أن ألتحق بكلية الفنون الجميلة فلقد كنت أعشق كل ما يتعلق بالرسم و الألوان و الديكور .. و كان من حولي يشجعونني و يروا في موهبة ما.. و هناك في الكلية قابلت زوجي .. كان زميلي .. و لقد انجذبت له بشخصيته المرحة المنطلقة ووسامته و سمرته المحببة و طوله .. كل ما فيه كان يعجبني و يزيد تعلقي به.. كان ذكيا و نشيطا و متفوقا .. كان من الأوائل دوما .. كان مثقفا و خفيف الدم ينال إعجاب كل من يتحدث معه
لكنه على الرغم من كل تلك المميزات كان مختلفا عني في كثير من الأشياء
أولها اختلاف نظرتنا للدين .. فأنا أتيت من أسرة متدينة و كنت أحافظ على صلاتي ... بينما هو كان غير متدين على الإطلاق و لا يلتزم بأي من أوامر الدين التي يرى فيها قيود وهمية غير ملزمة و أن علاقة المرء بالرب تكمن في القلب
كان منطلقا بينما أنا كنت هادئة و خجولة.... كان متحدثا بينما أنا كنت أميل أكثر للاستماع .. كان يعشق السفر و الترحال .. كل إجازة يسافر إلى مكان ما و يعمل هناك ... و أنا لم أستطع أبدا مجاراته في انطلاقه.. إلى آخره من التناقضات الظاهرة بيني و بينه
لكنه كان يحبني و كان هذا يكفيني .. كنا أصدقاء .. كان أفضل صديق لي و كنت صديقته المقربة و كما تعلم سيدي تكون الصداقة في أحيان كثيرة أهم من الحب إن الصداقة تدعم الحب و تجعله سهلا و راسخا و قد كنا متفاهمين في سلاسة نحسد عليها .. نتحدث في كل شيء و أي شيء .. يثق كل منا في الآخر ثقة مطلقة و قليلا ما نتشاجر
و اسمح لي في تلك النقطة أن أشير لنفسي و أنسب لها فضل هذا الأمر .. فأنا سيدي شخصية تتقبل الآخرين بشكل كبير .. مرنة لأبعد حد و متفهمة لدرجه تجعلك تقترب مني بسهولة.. إن تقبل الآخر كان أحد الأمور الثقافية التي كان يناقشني بها والدي أستاذ الجامعة .. كان والدي رحمة الله عليه يٌدرٍِس الفلسفة و لقد قرأت في مكتبته كتبا فتحت نوافذ المعرفة و التفهم و أدخلت لعقلي نورا زاده هو ضياء بمناقشاته الجميلة معنا .. كان أبي فيلسوفا عظيما و رجلا حكيما و الفلسفة و الحكمة كلاهما يتطلب سعة الأفق و المرونة و هي صفات أعتقد أني ورثتهما من والدي الحبيب رحمه الله عليه
و لقد ساعدني هذا على استيعاب شخصية " حسن " -زوجي- و تفهمه و تفهم منشأ الاختلافات بيننا .. فأحد العوامل..كان انفصال أبويه و هو صغير و معيشته أغلب الوقت متنقلا بين جدته و أمه ثم أبيه بينما أتيت أنا من بيت مترابط و هادئ و مستقر
لكني رغم اختلافنا و جدت مع " حسن" حب حقيقي و سعادة لم أكن لأتمناها و مرت سنوات الدراسة و تقدم لخطبتي ووقفت صامدة أمام أهلي لأقنعهم بأن يقبلوا به و بظروفه الصعبة ... و على عكس ما توقعت لم يكن أبي موافقا على زواجنا .. رغم أني ظننت أنه لن يعارض أبدا لما لمسته طوال عمري لدى أبي من تفتح و سعة صدر لنا
لكنه شرح لي أسبابه التي يا ليتني استمعت لها في حينها ... قال لي أنه لا يرى في حسن الزوج المناسب لي .. لا لظروفه المادية و الإجتماعيه و لكن لأنه يخشى أن يرهقني اختلافنا بعد أن تهدأ فورة الحب تلك
قال لي بالحرف الواحد
أنا عارف انك صعب تسمعيني و تحاولي تتفهمي في الوقت ده لأن حبك في ذروته .. لكن لأني عارف إن أكيد أنتي الشخص الأكثر مرونة و تفهم في العلاقة دي فأنا عارف إنك الشخص اللي حيتعب أكثر لو واجهتكم مشكلة حقيقية أكبر من حبكم ....ممكن ساعتها تحسي إنك اتصدمتي في حسن ورد فعله لكن ساعتها فكري نفسك بأنك قبلتيه كما هو و إنك كنتي مدركة لما أنتي مقبلة عليه.. فكري كويس يا بنتي .. الجواز اختيار مهم .. لو كان خاطئ ممكن يكلفنا حياتنا كلها
فعلا وقتها لم أفهم أبعاد كلامه ... كنت معمية بالحب
و كي لا أطيل عليك فقد خطبنا لمدة أربع سنوات ثم تزوجنا في شقة صغيرة جدا بدون كل الإمكانيات .. كنت وقتها سعيدة بالحب و بالشخص الذي اخترته و كنت ناجحة في عملي جدا و أحرز تقدم دائم.. عملت في مكتب ديكور شهير إلى حد ما .. لذا لم أشعر أن حياتي ينقصها شيء .. و لم أشغل بالي بتلك التفاهات التي يرى فيها الآخرون سعادة مثل المهر و الشبكة و الشقة و الجهاز .. إلى آخره من كماليات الحياة
كان هو مهندسا معماريا موهوبا بشهادة الجميع و كنت أنا مهندسة ديكور ناجحة و زوجه عاشقة و أتخفقنا على أن نؤجل الإنجاب حتى تستقر ظروفنا .. و جاءت له فرصة عمل بالكويت و سافر و لحقت به و بدأت ظروفنا المادية في التحسن و أثناء ذلك كان حبنا يعيش سنواته الذهبية لكن في خضم هذا و هناك في بلاد الغربة و بعد ست سنوات من الزواج صدمتني حقيقة أن زوجي الحبيب مدمن على شرب الخمر .. بدأ الأمر معه كنوع من أنواع التعود ثم انقلب إلى إدمان و كانت تلك مرحلة حرجه جدا في حياتنا و كادت تودي بكل ما بنيناه معا و تدمر أملنا في الغد
................
يـــــٌـــــتــــبــــع

2 comments

الفقيرة إلى الله أم البنات said...

وأى صفعه يا فريده
حتى النساء اللاتى لا يلتزمن بتعاليم الدين من ناحية المظهر يرفضن ان يتزوجن من هو مدمن للخمر او من يقامر
احيانا هناك اسرار لا يكتشفها أحد إلا الزوجه
ولكن بعد فوات الآون
قصتك ذكرتنى بقه قصتها على احدى صديقاتى ان ابنة صديقتها تزوجت شاب من اسرة رائعه والولد على خلق ..والاسرة ملتزمة و و و و
وبعد الزواج اكتشف عيب لا يمكن اكتشاف بسهوله

هو يعشق الخادمات
بالله عليك ماذا تستطيعه عمله

ربنا يسرها على بناتنا ويكفينا شر المجهول
متابعه معاك

Amira said...

أم البنات
أعرف رجالا تركوا زوجاتهم لأجل خادمات
و أتعجب لهذا المرض الغريب
لكل منا نقائصه و خباياه

عافى الله الجميع و هدى

تحياتي لكي

Professional Blog Designs by pipdig