مدونة حكايات فريدة

اعتزلت الغرام






تتلاحق الأحداث مؤخرا
و كعادتي أجدني صامتة ارقب كمن يقرا .. و لا يجد فرصة للكلام لأنه كل ما أقرأ جملة ما و أظن أن بهذا خاتمة الصفحة تقفز كلمة أخرى أمام عيني فأصمت لأقرأها بتمعن
في البدء أحداث الإسكندرية
ثم " تونس" و كعادة تلك الأعوام التي قدر لي أن أعيش بها شبابي تتلاحق الأحداث في سرعة مخيفة نحو ما لا نستطيع جميعا بعد تحديده
كنت قد ادعيت قبلا أنى لا احب الكلام في السياسة .. فأنا فقط امرأة تمسك الورقة و القلم لتفكر
لكني اعرف يقينا أن السياسة هي جزء من كل شيء .. و هي ليست بحد ذاتها شيء يمكنك تجنبه
لي صديق .. نتناقش في السياسة و اكتشف معه جهلي
لأني أقرأ اكثر في التاريخ و الفلسفة بينما هو يقرأ اكثر كتبا سياسية و تحليلات للأوضاع
ازعم له أن التاريخ يعيد نفسه و أنى أقرا المستقبل من خلال الماضي بينما يحاول هو قراءته من خلال الحاضر
أخبره أن الحاضر متغير لذا فإن الرؤية غير مستقرة بينما الماضي قد انقضى و ترسبت الانطباعات عنه بالقاع و الرؤية له اكثر وضوحا
ألحظ مؤخرا أن العالم الافتراضي صار مجرد ساحة للتنفيس .. تتقافز الستيتوس على الفيس بوك كل عشر ثواني معلقة على ما يحدث بينما اجلس أنا صامتة لا أجد لنفسي متسعا وسط ذلك الزخم كي ادلو بدلوي الذي لن يسمعه أحد
أجلس على جانب الأيام صامتة .. ارقب ما تنبأت به قبلا من انحدار الوضع في مصر إلى انعدام الأمان .. لم أشاهد في ما حدث بالإسكندرية حدثا طائفيا قدر ما شاهدت به حادثا أمنيا خالصا
فالموت لا يفرق بين مسيحي و مسلم عندما تنفجر قنبلة و تصيب الجميع شظايا
لي صديقة سورية علقت معي على هول كلمة طائفية في مصر عندما ينقسم المصريون فقط إلى طائفتين!!! بينما في سوريا عدد غير محدود من الطوائف لذا فيجب أن يكون لمثل تلك الكلمة وقعا اكبر
اخبرها أن مشكلة مصر بالأساس مشكلة تعليم و ثقافة
وأن أجيالا بكاملها خرجت لنور عالم متطور بعقليات رجعية لم تتعلم أو تتفهم تعريف " تقبل الآخر"   تلك الإشكالية التي أرى فيها مفتاح لعدة أبواب موصده خلفها إجابات عن كثير من الأسئلة
أرى بعد ما حدث في تونس الأمور بمنظور مختلف
كقارئة للحاضر عن طريق قراءة التاريخ اعرف يقينا أن تلك الأحداث المتلاحقة ما هي إلا دوائر متقاطعة و متماسة تتجه نحو رسم شكلا ما محددا للمنطقة في ما بعد
بدءا من مشلكة السودان مرورا بأحداث الإسكندرية ثم انفصال السودان .. ثم الثورة بتونس
أحاول إيجاد كلمات مناسبة كي اصف بها ما حدث
أحاول إيجاد صيغة مناسبة لشرح وجهة نظري فأفشل
أذكر أغنية ماجدة الرومي اعتزلت الغرام .. ذكرا غير مبررا سوى أنى اعتزلت ما يحدث
و ابحث في جهد حقيقي عن فكرة ما تتجه بمصر نحو ثقافة أشمل
قلت لصديقة لي إن كنا نعد أنفسنا مثقفين و نحاول أن نكون أصحاب فكر .. كيف نوظف هذا للدعوة إلى فكر معتدل سلمي؟؟ .. كيف نفيد بلدنا على نحو أوسع؟؟
كيف نخرج من ذلك الصندوق المحدود المسمى إنترنت و نخرج للعالم الواسع .. ننشر الثقافة التي تلزم جيلا غرق في الجهل و المخدرات و عدم الفهم الحقيقي للدين؟؟
لازلت أفكر في فكرة و انتظر منكم أن تشاركوني أفكاركم
أنني معتزلة للغرام لكن بقلبي غرام لا يجد طريقة للتعبير عنه .. هذا هو حالي مع الفكر الذي يشغلني
قد أجد الطريقة يوما ما و عندها سأخرج عن عزلتي
فالستيتوس بأي حال لم تعد ترضيني





1 comment

Unknown said...

مش عارفة أقولك ايه ؟ بس يمكن لأن الغرام " أو العالم الإفتراضي كمكان للإعتراض ساعات بيكونوا هما الشئ الوحيد المتاح ...

معرفش النظام بقى سايب لنا المساحة دي نفرغ فيها طاقتنا عشان ماننزلش الشارع

ولا هي مجرد شكل مبدأي للثورة

عارفة احنا عاملين زي ايه

زي طفل عشان أمه تلهيه بتقعده طول النهار قدام التليفزيون أو الفيديو جيميز

لكن مسير الولد هيزهق وساعتها هايقوم يلعب يسلاح ابوه اللي شبح سلاح البطل في الفيلم او في الجيم

وتحصل الكارثة

والحل هو فكرة جديدة

زي ما بتقولي

Professional Blog Designs by pipdig