مدونة حكايات فريدة

فريدة



كنت مدركة جيدا أني بدأت باسم "فريدة" للكتابة كامرأة من بلد صغير و معروفة و تحتاج اسم تستتر خلفه من قيد الهوية و تكتب براحتها 
  بعدها وخلال شهور معدودة.. خرجت للعلن بشخصي .. و بدأت رويدا رويدا أتحرر من قيد الهوية هذا ..و كتبت  كل ما أردت تاركة لكل من يقرأ تأويل كتابتي على هواه .. ففي الاصل تلك هي الكتابة, و الكلمة الحقيقة لم تـُُُخلق كي توجهك ناحية طريق بعينه .. إنما هي تكتب كي تنير لك بدايات كل الطرق و كل مبصر طريق يلجه

و لفترة .. ظللت "فريدة" و "أميرة" معا
ثم تغيرت ظروف حياتي ... و خرجت من باب لأدخل عالم آخر
لم أكن أبدا امراة تعدم وسيلة لشغل  وقتها مهما كانت الحياة فارغة

الانشغال هو حرفتي
و البشر هم الأرواح التي تحيطني طوال الوقت

لذا عندما اختلفت حياتي فجأة و ذهبت كل الأرواح التي ظلت معي لسنوات
استحضر لي القدر الكريم أرواحا أخرى
و على مدار العام
ظللت محاطة بالحب و الصداقة و الانشغال مع بشر يدللونني و كأني معهم منذ سنوات
بينما أنا بالنسبة لهم " فريدة " التي قابلوها لتوهم
و على مدار العام و دون اختيار مني ظللت " فريدة" .. أُُُنادى بهذا الاسم و أتعامل مع الجميع على هذا المستوى لأن الآخرين مصممين أن ينادوني به ..و كل منهم له سببه
و لأني ولجت عالمهم من خلال ذلك العالم
عالم زاخر بلغة أخرى .. لغة خاصة بهؤلاء الممسوسين بغرام الكلمة

و أثناء هذا العام و على المستوى الشخصي .. بدأت أتخذ من الكتابة فعلا جديا .. يوميا و منظما 
و أنهيت أول حكاية كاملة لي
و خرجت ذاتية للغاية
خرجت تخبر الحياة و الحقيقة كما عرفتها أنا دون مبالغة و دون رتوش
و تأملتها لأبصرني ..و لأعرف أني ببساطة كتبتها كي أتحرر من لعبة الازدواجية تلك التي لا تنتهي

أسخف ما نحمله عزيزي هو الأسماء
هذا ما قاله نزار و تعجبني مقولته

لكن في ادراكي أنا,هو انا .. "أميرة" كنت أم "فريدة" بالنسبة لك
نادني كيفما شئت .. و فسر كلماتي بطريقتك

ما علمتني إياه الحياة -و أنا لازلت بعد في بداية تعلمي- أنه لا طائل من الجدل و أننا لم نـُُُُخلق كي نبرر أنفسنا ..لقد خلقنا لنتعلم و نعيش

إننا نغمغم بحمد الله دوما كبشر و أنا مثل سائر البشر لكن غمغمتي و همسي و قولي و صمتي .. كتابة

و بالكتابة أقول أنه بعد أكثر من عشرين عاما لي و أنا أعيش في حالة الكتابة.. لم تعدبالنسبة لي حالة بل صارت جزء من كينونتي
و أنه بعد ثلاث عقود من العمر الذي لا نملكه ما زلت أراني حمقاء كلما نظرت للخلف في أي مرحلة كنت و ربما يكون ايماني بحماقتي هو دافعي لمحاولة التعلم

و أنه بعد النظر للعام الذي قارب على الانتهاء .. هناك الكثير الذي أود قوله و الكثير الذي عجزت عن كتابته

و أنه شكرا لكل من قرأ حكايات فريدة بانتظام على سنوات و اهتم دوما أن يشعرني بهذا
و أنها لم تزل حكايات فريدة لكنها في الأصل مدونة أميرة الشربيني

مجرد امرأة تهوى الكتابة 

 كما وصفت نفسي في البروفايل منذ خمس سنوات


1 comment

Ramy said...

(:

بحب كده جداً

Professional Blog Designs by pipdig