مدونة حكايات فريدة

ايريس مردوخ



و أنا جالسة مريضة بالبيت , عدت لمشاهدة أفلامي القديمة , عادة أنا لا أكرر مشاهدة فيلم إلا بعد مرور شهور و ربما أعوام على مشاهدتي له أول مرة , أنا شخص ملول بطبعه , لا أجد متعة في تكرار شيء و لم تزل الذاكرة لم تسقط كل تفاصيله بعد . النسيان يتيح لنا الفرصة لاستعادة الدهشة, من أجل هذا هو نعمة.
لكن النسيان لا يعد للجميع نعمة مطلقة , فعن فقدان الذاكرة و أهلية العقل يدور ذلك الفيلم الموجع و هذا شبح يهدد أي إنسان عامة لكنه قد يرعب من تكون مهنته الكتابة ,حيث عقله هو أغلى ما يملك صدقا.
تلك قصة حقيقية , عن الكاتبة و المفكرة البريطانية " ايريس مردوخ" و مرض نهايتها , و لقد أدى كلا من "كيت ونسلت" و الممثلة الكبيرة "جودي دنش" أداء مميزا و مؤثرا .
الفيلم قديم , مرت عشر سنوات على صدروه , و قد فاز و رُشح لجوائز عدة منها الأوسكار, يستحقها بلا مبالغة.
و لأنه يدور عن سيرة ذاتية , يظل الفيلم مثله مثل صاحب سيرته , صالحا لكل الأوقات , فعلى الرغم مما يلاقيه أمثال ايريس مردوخ من صعاب بحياتهم و رفض من المحيط إلا أنه و كما هي العادة , لا يسقطوا أبدا في دوائر النسيان بعد رحيلهم.
الفنان الحق يمتلك ارادة أقوى من المحيط لذا يظل هو من يؤثر في المحيط متخطي الزمن و المكان .
عن ايريس مردوخ قرأت التالي

(كتابة رشا المالح)

تعتبر الكاتبة "إيريس مردوخ" من أهم الكتاب البريطانيين في القرن العشرين. وهي من الكتاب الذين اتصفوا بغزارة الإنتاج، إذ أصدرت ست وعشرين رواية وأربعة كتب عن الفلسفة وخمس مسرحيات وديوان قصائد ومجموعة من المقالات القيمة، وذلك قبل إصابتها بمرض الزهايمر في منتصف التسعينات.
كما حازت على العديد من الجوائز الأدبية، أهمها جائزة بوكر وهي عن روايتها «البحر .. البحر» وذلك في عام 1978.




ولدت مردوخ في دبلن عاصمة أيرلندا في 15 يوليو عام 1919، وهي الابنة الوحيدة لأب انجليزي خدم في الحرب العالمية الأولى كفارس ثم عمل موظفا حكوميا، وأم أيرلندية تدربت على الغناء الأوبرالي قبل زواجها.

وساهم حب الوالدين للفن والأدب في رعاية موهبة إيريس الأدبية منذ الطفولة حيث بدأت الكتابة حينما كانت في التاسعة من عمرها.


في مرحلة طفولتها انتقلت العائلة إلى لندن، وتفوقت إيريس في دراستها للآداب الكلاسيكية، وانضمت لفترة وجيزة إلى الحزب الشيوعي الذي سرعان ما أثار خيبتها. كما عملت بعد تخرجها مع هيئة الأمم المتحدة في كل من مخيم اللاجئين في بلجيكا ثم النمسا ضمن برنامج إعادة التأهيل.


وحينما وجدت نفسها عاطلة عن العمل بعد ذلك قررت في عام 1947 دراسة الفلسفة في كامبردج بإشراف الفيلسوف الكبير لودفيغ ويتغنستاين، ومما لا شك فيه أن دراستها للفلسفة قد ساهمت في صقل موهبتها سواء كمفكرة أو روائية.


وبعد كتابتها لثلاث روايات لم تنشر، حققت إيريس شهرتها في عالم الأدب الروائي، حينما نشرت روايتها «تحت الشبكة» عام 1954، وتحكي في روايتها تلك مغامرة وجودية تدور أحداثها بين لندن وفرنسا.
ومع كل كتاب، أظهرت مردوخ جانبا جديدا من إبداعها، وإن كان القاسم المشترك بين جميع كتبها لمستها الكوميدية، إلى جانب الحيوية التي تميزت بها شخصياتها إضافة إلى تماسك الحبكة في أعمالها.




كما تميزت باهتمامها الجاد في مسارات كل رواية التي تمحورت في الغالب حول الطبيعة الخيرة والشريرة في الإنسان، والحب والحرية. وتقول في هذا المجال،

«ليكون الإنسان جيد ا وبالتالي سعيدا، عليه أن يتحول من الذاتية إلى الغيرية، والهرب من ذاتيته إلى الاهتمام بالآخرين».

وقد صرحت إيريس في مقالها الشهير «ضد الخوف» عام 1961، بأن الأدب تغلب في بعض الجوانب على دور الفلسفة، وتؤكد بأنها لم تسمح أبدا سواء في رواياتها أو شخوص أعمالها أن تصبح تجريدية لصالح رؤية فلسفية ما. ووضحت ذلك بقولها،

 «لا بد أن تكون الرواية بيتا ملائما للشخصيات لتعيش فيها بحرية، سواء في عالم الرومانسية أو الأساطير الدينية أو الشعبية».
............
source " web"

No comments

Professional Blog Designs by pipdig