قدرما تبدو تلك الفكرة سخيفة , أنهم يفتشون بين
الحروف عن ملامح شخص ما , و قدرما يبدو الفضول مزعجا و غير ضروري و تبدو دوما
الحقيقة بعيدة عن التصور
إلا أني
يجب أن أعترف أني قد أدمنت تلك اللعبة , تلك الخدع التي لا تنتهي , عندما أكتب
الأكواد , و أترك آخرين يتتبعون الحل.
النرجسية وصمة كل بشري , بدرجات
تقول الأسطورة أن نارسيس لُعن بعشق انعكاس صورته ,
و بينما هو يحملق لصورته بالماء تحول إلى زهرة النرجس.
و سواء كان قد وقع في الماء كما تقول
بعض الروايات أم تحول هناك ببساطة على جانب الشاطئ, فإن هناك حكمة تقول أنك لا
تستطيع رؤية انعكاسك على صفحة ماء جاري .
لذا فإن الإيقاف المؤقت من أجل رؤية أفضل لذاتك
يبدو حلا مثاليا في مراحل عدة بعمرك.
حكمة أخرى عن الماء , تقول أنك لا تنزل نفس النهر
مرتين لأن مياهه تجري باستمرار.
لذا فإن كنت على أسوأ التقدير نفس الشخص و لم تتغير البتة , يجب
على النهر أن يكون قد جرى و يكون الماء الذي يلامسك في المرة التالية مختلفا.
فنجان قهوة و مفكرة صغيرة , و كلمات و علم , و أنا
كعادتي منذ سنوات , وحيدة دوما في الصباح , أنا و الموسيقى و الأكواد التي أكتبها
في رسائل.
و أكتبها إليكم أحيانا , لا من أجل النرجسية و لكن
من أجل الشعور الإنساني الفطري بأن أحدهم يشاركني صباحي , و لو من بعيد.
اُنظر هذا الصباح في المرآة , لذلك الوجه الذي لم
تختره , و تلك الملامح التي أثر بها الزمن رغما عنك , و تذكر أنك تحب ذلك الشخص و
لو بقدر.
قدر قد تكون نسيته و تركت ذاتك للأذى , أو تكون قد
بالغت فيه فآذيت آخرين بأنانية.
لا تسمح لآخر بأذيتك و لا تأذي أنت نفسك و لا تأذي
آخرين.
فالدين ثقيل جدا , و في الأساطير فقط نتحول إلى
زهور ,أما في الحياة , سداد ديون الأنانية المفرطة, أمر آخر.
1 comment
فعلا الدين ثقيل
أعيشها الآن بعمق
تحياتى :)
Post a Comment