غالبا ما يكون النقاش العقلاني في مجتمعنا
الراهن عدوانيا و ذلك لأن المشاركين لا يخوضون المعركة مع أنفسهم , بل يبذلون
قصارى جهدهم للبرهنة على عدم صحة وجهة نظر خصمهم. كان هذا هو نوع الجدل الذي كان
قائما بالمجالس الأثينية, و لم يرق لسقراط .
في الحوار الحق لا بد للمتحاورين الإجابة
بأسلوب أكثر لطفا و أكثر ملائمة للنقاش و من ثم لم يحاول " الفائز" في
الحوار السقراطي إكراه خصم غير راغب على قبول وجهة نظره, كان الجدل جهدا مشتركا .
يعبر أحد الأطراف عن نفسه بوضوح كهدية للطرف الآخر الذي بدوره تؤثر آراؤه المعبر
عنها بجمال في الطرف الأول على مستوى عميق.
قال سقراط ذات مرة أنه – و مثل أمه- كان "قابلة " مهمته مساعدة محاوره على استيلاء ذات جديدة. و لا بد للحوار الناجح أن يؤدي
إلى حالة من الخطو خارج الذات فالمتحدثون باستغراقهم في وجهة نظر بعضهم, يُنقلون
خارج ذواتهم .
كان على أي شخص يدخل في حوار مع سقراط أن يكون على استعداد للتغير , كان عليه أن يكون على إيمان بأن سقراط سيقوده خلال دوامة الشك البدئية بأسلوب ممتع و في النهاية سيصبح ذلك " المبتدئ" فيلسوفا , شخص أدرك أنه تعوزه الحكمة , يتوق إليها . لكنه قد عرف أيضا أنه لم يكن ما كان يعتقد أنه هو.
كان على أي شخص يدخل في حوار مع سقراط أن يكون على استعداد للتغير , كان عليه أن يكون على إيمان بأن سقراط سيقوده خلال دوامة الشك البدئية بأسلوب ممتع و في النهاية سيصبح ذلك " المبتدئ" فيلسوفا , شخص أدرك أنه تعوزه الحكمة , يتوق إليها . لكنه قد عرف أيضا أنه لم يكن ما كان يعتقد أنه هو.
و مثل الذين يؤدون طقوس ديانات الأسرار , فقد
أصبح غريبا على ذاته .
هذا السعي للحكمة الذي لا هوادة فيه , يجعل الفيلسوف " لا يمكن تصنيفه " و لهذا السبب لم يكن سقراط مثل بقية الناس , لم يهتم بالمال أو بالترقي , بل إنه لم يخامره القلق على أمنه الشخصي.
هذا السعي للحكمة الذي لا هوادة فيه , يجعل الفيلسوف " لا يمكن تصنيفه " و لهذا السبب لم يكن سقراط مثل بقية الناس , لم يهتم بالمال أو بالترقي , بل إنه لم يخامره القلق على أمنه الشخصي.
..............
From the book of " The case of God" , Karen Armstrong
سقراط هو فيلسوف يوناني معروف جدا
و هو معلم أفلاطون
رابط سقراط على ويكبيديا
2 comments
"مثل الذين يؤدون طقوس ديانات الأسرار , فقد أصبح غريبا على ذاته"
:)
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
:)
Post a Comment