مدونة حكايات فريدة

غطي شعرك, أكشف لك عورتي!

عاوز تعرف درجة تحضر مجتمع, بص لثلاث فئات و شوف درجة احترامهم و مدى حصولهم على حقوقهم و مراعاتهم, الثلاث فئات هم المرأة, و الطفل و ذوي الاحتياجات الخاصة.

لكن في مصر و ما أدراك ما هي مصر, لما يكون اللي ماشي على رجليه لا يحصل على حقوقه, متوقع إيه للفئات الأخرى!

بس لغاية امتى؟ و هو المجتمع مين غير أنا و أنت و هم, هو ايه؟ في كائنات فضائية عايشة معانا, بتنتهك آدميتنا و تقلل احترامنا و تنهب حقوقنا و تتحرش بالنساء و تغتصبهن!
ما كلنا مننا فينا, للأسف!

اللي فينا ده مرض, مش سببه اختلاف جنس و اضطهاد امرأة و الكلام بتاع المجتمعات المتحضرة اللي عاوزين الست توصل تبقى مديرة و تتساوى بالرجل, لا بعيد عنكم احنا خبيتنا في ستاتنا قبل رجالتنا, عشان لو نسبة الستات اللي بتربي ابنها إنه يكون راجل بجد كبيرة مكناش وصلنا هنا.

يعني كل أم بتربي بنتها إنها تتكسف من جسمها و إنها لازم تحافظ على نفسها لكن المحروس ابنها يعمل اللي هو عاوزه في بنات الناس مش مشكلة, أصله ولد, ولد يعني ملوش شرف, و اللي ملوش شرف ملوش احترام!

كام مرة تسمع ست كبيرة تقول على واحدة اتحرشوا بيها " هي اللي غلطانة, إيه وداها هناك؟! إيه نزلها؟!"
كام مرة بتشوف ست بتلوم على بنت لبسها لو البنت جميلة, و باين ده! لكن نفس الست لو كلمتها عن إنحلال ولد, تقولك "ده راجل"! و كأن كلمة راجل بالنسبة للست المصرية أصبحت مرادف لعدم الإحترام المبرر! بدل ما تبقى مرادف للشهامة و الرجولة و الأخلاق.

الست, اللي بتربي, اللي هي عماد المجتمع اللي وصل لأقصى مراحل الانحطاط ده, لو كانت بتحترم نفسها و جسمها, لو كانت شايفة نفسها عزيزة بجد مش من حق أي حد يضايقها و لا يتطاول عليها  سواء لابسة حجاب أو مش لابسة, وسط عشرة و لا مية, لو دماغها نضيفة مش محبوسة في كونها حتة لحمة لمتعة الراجل, لو بجد في نسبة 50% من ستات مصر احساسهم بنفسهم أرقى من اللي احنا شايفينه مكناش وصلنا هنا.

لو كل رجل متربي إنه عيب ما يصحش إن الواحد يستبيح البنت, مكنش كل واحد لما بتكون مراته أو أخته بيخاف عليها و بيعمل لها بودي جارد, ما هو لو كل واحد قال للي جنبه عيب أو منع ده بأي شكل مكنش بقى ده الشائع و العادي اللي لازم يتعمل احتياطات عشان نتجنبه!

بنت خالتي اللي بعتبرها أختي, أصغر مني بعشرين سنة, يعني عمليا ممكن أبقى أمها, البنت اللي كانت دلوعتنا كلنا, كبرت و بقت بنوتة زي القمر و أنوثتها ابتدت تتفتح, و هي ذوقها جميل و بتعرف تلبس و تظهر جمالها و أنا مبسوطة بيها, لكن غيري يقولها, هتتحجبي امتى؟ , مدرساتها في المدرسة شايفين اهتمامها بنفسها مياصة و شايفين إننا لازم نحجبها و نخاف عليها!
بنت عندها 12 سنة, بدل ما تفرح بمرحلة مش هتتكرر في حياتها مُطالبة إنها تحس إنها بتعمل جريمة, مطالبة تتكسف من جمالها و تخاف على روحها, لأنها في مصر!

وقناعة  إن الحجاب فرض فقط عشان يحمي المرأة, و اللي ما تتحجبش بتعرض نفسها ده أصلا فكر غلط تماما و انتهى بإن بنات مصر بيتعرضوا لمضايقات بغض النظر عن حجابهن اللذي لم يردع تطاول من تسول له نفسه التحرش بهن من رجال مصر!

أنا مش بكتب المقال ده ضد الحجاب و اللي ما يعرفنيش شخصيا عاوزاه يعرف, أنا محجبة و بمزاجي, لكني لا ضد و لا مع حجاب, و أنا مش بتاعة نغمة لازم كلنا نقلع و لا لازم كلنا نلبس, أنا بحترم الناس بجد, ف أصحابي المنقبة و اللي بتلبس ميني جيب, عمري ما قلت لحد اعمل و ما تعملش, لأن في نظري اللي مع في المطلق و  اللي ضد في المطلق, الاتنين متخلفين.

الاحترام اللي بجد إنك تحترم اختيار الشخص, مش تناقشه و تحاول تفرض عليه قناعتك!!

أنا بكتب المقال ده لأن في خلل في المعايير واضح و الحال أصبح لا يطاق!

بكتب لكل بنت صغيرة, لسه دماغها ممكن تستوعب حقائق أبعد من حدود عقل مجتمعنا المريض.

انتي إنسانة, لا أنتي في صراع مع راجل و لا انتي أعلى و لا أقل منه, فكك من عقد الحركات النسوية الستينية دي, انتي من جيل و احنا أجيال تانية يا بنتي, مش لازم تلبسي بنطلون و تعيشي كراجل عشان تثبتي انك قوية و ناجحة, حبي نفسك و حبي جسمك, و افرضي عليهم احترامك, هتقابلي ناس كتير وحشة, و ايه يعني! بالوقت محدش هيطول منك حاجة, سيبك من قصة الذئب و الضحية ده! دي خرافات يا بنتي, الحرامي جبان, يسرقك في الخفاء , يمد ايده عليكي في الزحمة, الجبان ده مفيش منه خوف, آخرتها بتغلبيه.

جسمك ده بتاعك, مش بتاع حد, عاوزة تتحجبي عشان دي قناعتك, أتحجبي, مش عاوزة, أنتي حرة, بس ربي ابنك يحترم الاثنين لا يقول على المحجبة متخلفة و لا على اللي بشعرها منحلة.

ربي ابنك كإنسان مش حيوان, و ربي بنتك كإنسانة مش أي شيء تاني

أتعلمي و اعرفي أنتي عاوزة إيه, و حبي و عيشي, ما تصدقيش حد يقولك انك مش تقدري, لأن اللي عاوز حاجة بيوصلها, راجل كان أو ست.

لما تشوفي بنت بتنتهك أوعي تلوميها, و أوعي تسمعي للي يلومها و أنتي ساكتة حتى لو كان اللي بيلوم ده أمك, بل خصوصا لو كان أمك, فهميها إن انعدام الأخلاق مرض ما ينفعش نقول إنه العادي مثلا إنه لو ست لوحدها في شارع بالليل لازم تتعاكس و بتحرشوا بيها!   فهميها إن ده ممكن يحصل لها أو يحصل لك حتى بدون ما تعملي حاجة غلط, مش ممكن نقبل الفجور الأخلاقي  تحت أي شكل و نبرره و مش لازم يكون ده المتوقع, لأن مصيبة مصر دلوقت إن كل ما هو مرضي و مقزز و منفر و لا إنساني, أصبح هو المتوقع!

انسفوا قذارتهم , و طهروا عقولكم, افرضوا قوانين جديدة, مش بس بالكلام, بالفعل, الوضع المقزز اللي وصلنا له مش هيتغير غير بالفعل.

المصيبة مش في المتحرش, المصيبة في كل اللي وراه, بدءا من البيت اللي خرجه كده و نهاية بالست اللي قعده تمصمص شفايفها و تلوم في واحدة عرضها انتهك!

لو في بلد مفيهاش حجاب, المرأة بتُحترم و في بلد نسبة الحجاب فيها غالبة بالشكل ده, الست بتُغتصب في الشارع, يبقى أعذروني لما أقولكم, إنكم لبستم الطُرح للجنس الغلط!
............................


ملحوظة إضافية عشان أصحاب العقول الغير نظيفة: أنا معنديش عقدة من الرجالة و أخواتي رجالة متربيين صح و من كتر ما أنا مش بقابل ناس كتير زيهم في حياتي ابتديت أقتنع إن مشكلة مجتمعنا مشكلة تربية, من الآخر أنا شفت الصح و عرفته فمش مقتنعة بالغلط السائد و شايفاه كما هو بقبحه و بشاعته.

نشر بتاريخ
9/6/2014

2 comments

Unknown said...

المقال جميل..
تمام وفي الصميم

Amira Elsherbiny said...

أشكرك أ. إبراهيم
يشرفني رأيك وتعليقك

Professional Blog Designs by pipdig