مدونة حكايات فريدة

ضحك بلا صوت!






صديقي الجميل:
تشتت ما بين عدم الاكتراث والتوق للفت الاهتمام
كم روح مثل تلك؟ هائمة في ملكوت من اللاوعي, تستجدي إقرارك لكونها مرحة, خفيفة الظل, تعرف أكثر, حكيمة أو ببساطة تستحق اهتمامك
 إدعاء اللامبالاة لهذا العالم هو القاسم المشترك بينهم, لكن إن كانوا حقا غير مبالين, لماذا يشاركون العالم أفكارهم في اضطراد مستمر غير منقطع, سواء كان هناك ما يستحق الذكر أو ما يمكن إغفاله؟!
أنت تخشى علي منهم, من أجل ما حدث قبلا وأنا أعرفهم أفضل منك, إن بهم جزء قد تخدر حتى الموت.
اليأس جلي لعيوني ولا يخدعني إتقان المزحات.
مثلنا مثلهم نتوق للاهتمام, لكننا نبحث عنه في مكان آخر.
أرق يبدد نومي ويحمل هويد الليل كلمك مفعما بالمشاعر, مدركا لما فات, مترقبا لما هو آت.
الأنانيون يجدون دوما من يبرر لهم خطاياهم في حق الآخرين, هؤلاء هم الغير مكترثين حقا, لا يلتفتوا خلفهم ولا يستوقفهم شيء.
تبرر لهم وأعترض بشدة.
إنني لا أبحث عن ملائكة, لكن عن هؤلاء الأقرب تواصلا مع إنسانيتهم.
إن هؤلاء الذين تدافع عنهم قد سببوا ألما لا ينمحي بسهولة في قلب كل موجوع.
وأنصاف الأحياء لم يفقدوا الإيمان سوى بعدما هتكهم الألم.
السعادة سلسة وشاقة في نفس الوقت, هي الشيء الذي نبحث جميعنا عنه, وأنا سعيدة فلا تقلق علي من أثر الوحدة.
لم يمت مني ولا جزء, لذا لا مكان لي سوى تحت الشمس.
المدهش أنك تعرفني جيدا, وأنك تتمنى لي السعادة, وأني دون الخوض في تفاصيل اعترافات قد تطهرت على عتبات بابك من كل شيء.
أنا الأخرى أريدك سعيدا, لكن السعادة هي الدين الوحيد الذي لا يهدينا الوعظ إليه!
إنها وحي, يتلقاه كل منا بطريقته, أما أن يغفله أو يصير له داعيا.
والأنبياء عزيزي هم الاستثناء, لذا ستظل السعادة شيئا استثنائيا.
كما أنها فتيل من وهج, خافتة شعلته, أبسط ريح تجعله يتذبذب.
مشاركة الصديق وجع, تعكر صفونا مهما حاولنا ألا نتأثر.
لذا رغما عن إرادتي استيقظت خاملة اليوم, لا من أجل حزنك أنت فقط ولكن من أجل الجميع, ومن اجلي أيضا, أنا التي لا تُشهد العالم على دموعها ولا ضحكاتها.
لكن هذا لا يمنع كوني متشوقة لمزحة حقيقية, لا تلك الدعابات البائسة التي تستجدي الاهتمام.
واحدة أطرب لها من القلب.
أنت مدين لي بنكتة!


أميرة الشربيني

مصر

No comments

Professional Blog Designs by pipdig