مدونة حكايات فريدة

كتابة رسالة من أجلها







عزيزتي:
لماذا التردد بعد أن ولى زمن الحيرة؟
 أنتِ قد عشتِ بحق, الاستثناء يملأ أركان حجراتك والبهجة أردان بحقائبِك, لم تملكي أبدا ما تخشين فقده, وما يستحق خشية الفقد هو ما لا يستطيع سلبك إياه أحد.
لا متعة أكبر من متعة الحياة, ولا خوف بعد الموت.
ما بقى لن يكون أكثر مما فات بالفعل, كل شغف ملكك, بلغتي قمته, وكل ألم لم يكسرك, أصقلك.
اليوم يبدو جميلا, كبشرى تحقق حلم, الغد أجمل, وما بعد الغد.
والخشية لا محل لها هنا.
تبيد الجنة عندما يظن أهلها أنهم قادرون عليها, وأنتِ تتواضعين للمقدرة, وهذا هو الذي يجب ألا يُنسى أو يتغير.
ستصلك تلك الرسالة في الوقت المناسب, وستضحكين لأنك ستذكريني كحمقاء!
كلنا كذلك عزيزتي, وهي حماقة لطيفة, تصاحبك كعادة فلا تترفعي.
كان لتلك الرسالة مقدمة, تناسب عادتك عندما تميلين لتفسير الأشياء, لكني آثرت محوها.
جمال الإيجاز كللك, و أصبتي أهدافا, فلا داعي إذا لمقدمات طويلة لن يضيرنا نسيان تفاصيلها.
آفة النسيان تمحي التفاصيل فتختفي كضياء قمر توارى خلف نور شمس, لكن الأثر يبقى بالقلب والعقل فلا تبتئسي, لا ينفي النسيان وقوع ماضي, ولا تعيد الذكريات أمر قد انقضى, فابتهجي, بين أشياؤك كل التفاصيل, لكن بعثرتها هو لصالحك.
خفة الروح ونضارة البسمات كانت ولم تزل مبتغى, لذا فإن التبدل هو أمر عمدت إليه وإن لم تدركي.

عزيزتي,
أنا سعيدة لأجلك سعادة أكبر من أن تحيطها الكلمات أو تكفي أسباب سردها رسالة, وأكتب لكِ اليوم لأنك بحاجة لتلك الكتابة, وما نحتاجه يجد دوما طريقه إلينا إن آمنا.
هل تذكريني أم أن الحياة الجديدة قد أخذتك؟
لن أكتب لكِ كي أذكرك, موقنة أن الأثر بقلبك لم ينمح.
بالله عليكِ لا تترددي كثيرا, الحيرة لا تُناسبك, وعلى حسب معرفتي بك, أنت لا تخشين شيئا مطلقا.
كل الأمور كانت, وصارت وستكون أفضل مما تخيلت, بإرادة الله فما داعي خلق أزمة من عدم؟
بعد أن تقرئي رسالتي, نحي كل الهواجس جانبا, وعودي كما عهدتك.
إن فخري بكِ أكبر من فخرك بنفسك الآن, وهذا أمر مجحف.
انعمي ولو قليلا بنشوة الانتصار, ثم عودي لجوعك الذي لا يُشبع.
إنني أطمئن عليكِ عندما أعرف أن توقك لا يخمد.
لكني أكتب إليك لأذكرك, وكي أكون معك ولو من خلال رسالة.
فإن رؤاك قد ملئت القلب بهجة وإن كانت تصورا.
حفظكِ الرب
دمت بخير ومحبة


أميرة
23 مارس 2015

الإسكندرية- مصر

No comments

Professional Blog Designs by pipdig