مدونة حكايات فريدة

على اسم مصر


على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء

باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب

وباحبها وهي مرميه جريحة حرب

باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء

واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء

الرائع صلاح جاهين

.............................................................................................................................................................................

لم أكن من جيل الخمسينات .. جيل الحماسه و الشعارات الرنانه و كاريزما عبد الناصر الفتاكه و حلم العروبه الوهمي .... و لا جيل الستينات و خيبة الأمل بالنكسه و الشعور بمصر الجريحه المهزومه المحتله .. و لا من جيل السبعينات و نشوة النصر و زهو العبور و تحمل ظروف البلد من أجل هدف أسمى ألا و هو الإنتصار

...

أنا من هذا الجيل .. جيل لم يشعر بآلام احتلال تجعله يتعاطف مع بلده مصر و لا أوهام ثورة تجعله يؤمن بعظمتها... أنا جيل نشأ في ركود.. أعظم أغنيه حماسيه سمعها أغنية " اخترناك و بايعناك" و أهم حدث بالنسبه له نظام الثانويه العامه الجديد

و بعد مرور سنوات و تحت شعار ديمقراطية " قولوا ماشئتم و يبقى الحال كما هو عليه" تفتحت عيوننا على كل ماهو قبيح و مزعج كل ما يجعلنا لا نتغنى في حب مصر ولا نكتب فيها أشعارنا

أنا من جيل أهم سماته هو حلم الخروج من مصر .. و السفر لأي بلد آخر لأنه اوقن أن أي حضن آخر مهما كانت قسوته فهو أرحم من حضن أمه مصر

مصر ... بلد جميل بها كل شيء .. كل شيء و لكي تعرف هذا يجب أن تشاهد السعوديه و صحارها و جبالها و مائها لتعرف نعمة نيل مصر و خضرتها

و يجب أن تسافر الى أغلى و أرقى شواطيء العالم لتكتشف أن في مصر بالغردقه و شرم الشيخ و مرسى مطروح شواطيء أجمل مائة مره

و يجب أن تعيش بمدينه طوال عامها صيفا لتحمد الله على شتاء مصر أو كل فصولها بردا لتحمد الله على شمس مصر

أو تعيش في بلادا لا يوجد بها كل أصناف الطعام و المزروعات الموجوده بمصر كي تفتقد طعام والدتك و تترحم عليه

مصر بها كل شيء

و هي جميله جميله بدرجه يحتاج وصفها عدة مقالات

لكن و للأسف

أنا أنتمي لهذا الجيل الذي يحب مصر و في قلبه مرارة منها و لا يرى جمالها قدر ما يرى قبحها

أنا من هذا الجيل الذي ينتظر المجهول و أيام اسود من التي مضت

أنا من جيل لم تخدره أوهام الثوره و لا أنسته آلام الاحتلال أنه في بلد هي حقا بلد العجائب لكن وللأسف ليست كل عجيبه نعمه.. بعض العجائب نقمه

..

كيف نحب مصر ؟؟.. لماذا فقدنا انتمائنا أو انه لم يوجد أصلا ..لماذا لا نحب هذا البلد و آباؤنا و أجدادنا ضحوا بكل ما هو عزيز من أجل ترابه

لا أعرف كيف سيصف التاريخ جيلنا و أنا أسأل أبناء جيلي ..كيف سيصفنا ؟؟

فكرت في هذا المقال و أنا أفكر في هذا الجندي المجهول الذي كان في أول خط مشاه عبروا القناه في حرب 73 عندما سار على قدميه الى حتفه و هو يعلم أنه سيموت و هو صائم و شمس الظهيره فوق رأسه تزيد عطشه لكنه لم يهرب و لم يجبن و كان يعلم أنه سيموت حتما لكن كلمة " الله أكبر" كانت تهز التراب من تحته و الضفه الثانيه هي كل ماهو نصب عينيه و عزة هذا البلد هي كل غايته

و استشهد .. ببساطه و بدون تردد .. من أجل مصر ... مصر ... بلدي و بلدك التي لا نشعر تجاهها بعشر ذلك الانتماء الذي شعره ذلك الجندي تجاهها

لو افترضنا صحة نظرية المؤامره المزعومه و قلنا أن الحرب علينا كانت حرب ثقافه و تخريب علم و عمل وانتماء شعب و كان غرض تلك الحرب هو نشر الفساد و المخدرات و اللهاث و راء الجنس و انعدام الثقافه و قتل الشعور بالإنتماء

لو اننا افترضنا ان تلك مؤامره فقد نجحت الى حد بعيد
و لو قلنا ان دي خيبتنا فخيبتنا قويه
ولو رآنا الجندي المجهول الآن لما ضحى بنفسه و لقال ببساطه
و انا مالـي ياعم البلد دي رايحه في داهيه راحيه في داهيه .. يهود ايه و حرب ايه كبر الجمجمه يا عم الحج


20 comments

محمد حمدي said...

رغم ان البوست بتاعك مش طويل الا ان اختيارك للكلام والمقاطع بجد كان قوى جدا .. بتسالى هنتوصف بايه كابناء هذه الفتره .. هيقال ان بين عهد الرئيس السادات والرئيس فلان الفلانى سادت فتره من تشوه القيم وانعدام المقاييس وسادت قيم التعصب وعدم الانتماء , ثم حدث كذا وكذا وكذا
تحياتى ليكى على بوستك رغم انه وجعنى من حيث لا احتسب

Anonymous said...

This is why I left the country long years ago to win myself back. The most valuable resource of any country/business/anything is one single word - PEOPLE. Do not expect any good from oppressed people. The question is not if they love their country or not - the question is do they really have a choice? what "country" means anyway? does it mean the people who live in it or the system who controls it? this why you get different answer on the same question because "country" means different things for different people. What you feel is very normal. Egypt won't change unless the whole system changes (not only "la vache qui rit"), and the corrupted system won't change unless people force the change and as any change comes with sacrifices (money/blood/life), people have to be ready for such change first. I spent years asking and researching on how to change people and I found that every group of people got key(s) that inspire them to move. it can be religion or carizmatic leadership...etc. Although Egypt is rich with highly educated and literate personnels, they are so few. so it might sound silly (and may be it is) to say that I only can see one thing that - currently - can move the majority of Egyptians - the hunger, it is.

عبدالله said...

جروح لم تندمل هذا هوا البوست فعلا جروح نراها كلنا و نحس بها لكن نريد ان نتجاهلها كي نتعايش معها
المشكله بقيت ان الناس شايفه ان مصر هي الحكومه مش البلد و بالتالي بيصبوا قرفهم من الحكومه علي مصر اتمني مع تغير قريب في الحكومه كلها ان الناس تشوف مصر بنظره تانيه وزي ماقولتي الي بيطلع بره بيحس بقيمة مصر بس المشكله انه مش بيقدر يرجع

تحياتي

blackcairorose said...

بشوف اللى احنا فيه تسلسل بطىء وطبيعى لجبال من الاخطاء اللى تراكمت على مدار عقود كثيرة تقدرى تقولى فى الخمسين سنه اللى فاتت،

والاخطاء دى فى كل مجال وكانت بتنخر على كل المستويات ، فى السياسة والاقتصاد والمجتمع والدين، وزى كل الظواهر المجتمعية الاخطاء بتتفاعل مع بعض وتأثر فى بعض بطريقة معقده احيانا مبتعرفيش معاها فين حدود السبب وحدود النتيجة

مش بس عدم الانتماء، لكن التطرف، البلطجة، القمع، الاستسهال، انعدام المبادىء، وغيره وغيره اصبحت سماتنا الشخصية وسمات المجتمع والنظام، ومن كتر مبشوف عمق هذه السلبيات بصراحة انا برضه عندى احساس باليأس وانه من الصعب انه تكون لينا قيامة، او على الاقل القيامة مش هتكون فى زمنى اللى انا عايشه فيه، يمكن اولاد اولادنا يشوفها لو ابتدينا من دلوقتى ندرك اللى حوالينا ونعمل كلنا على تصحيحه

مش بقول الصورة ضلمة تماما ولكن النقاط البيضاءالمحدودة جدا اللى فى الصورة متكفيش ابدا من وجهة نظرى فى انها تدينى أمل

رأى يائس انا عارفه


وبالمناسبة

بختلف معاكى فى رأيك فى جمال ومقومات مصر، متزعليش بس انا بشوف ان مصر مقوماتها الطبيعية محدودة بشكل عام، اكيد افضل من غيرها بس برضه اكيد فى وجهة نظرى اقل كتير من غيرها

واطيب تحية

Amr Ibrahim said...

ده أحلى بوست قريته مؤخراً

أنا معجب بالبداية و الختام أوي , أبيات صلاح جاهين عبقرية

و مقولتك عن الجندي المجهول تستحق التوقف و التأمل في حسرة لما تحولنا إليه

بس أنا باشوف أن الغلطة تقع على عاتق جيل ما بعد حرب أكتوير

الجيل ده أكتفى بالسفر أو الحياة بدون بناء

الله المستعان على نا هو قادم

تحياتي على روعة الأسلوب و الطرح

Alkomi said...

طيب ما كلنا برضه من نفس الجيل تقريبا

بس احنا ماعندناش عمل جماعي كويس

و لو عندنا ماحدش استغله عشان نحاول نوجد حلول للمشاكل دي

soly88 said...

مصر كبيره ولكن يحكمها الصغار

!!! عارفة ... مش عارف ليه said...

طبعاً مصر زي ما بتقولي
جميلة .. لأ مش جميلة
هي حالة إستثنائية في التاريخ
بلد مش زي اي بلد

عارفة
في أغنية لعلي الحجار
اسمها متغربيناش
يمكن تكون أول اغنية في وقتها فيها عتاب على مصر


متغربيناش وتقولي قدر
متوهيناش في مواني سفر
متضيعيناش في دموع وفراق
هتجيبي منين زينا عشاق
في قلوبنا حصاد
في عينينا مطر
متغربيناش

ودمتم
وليد

Unknown said...

بس والله مصر هتتغير للاحسن

وما ضاقت الا اما فُرجت

انا عندي امل

يمكن ناخد وقت

ويمكن منلحقش نشوفها زي ما بنتمناها

بس ان شاء الله هتكون احسن

حتى لو لولادنا

momken said...

عينى عليكى يامصر

جوهره بس فايد نجارين

والله بوست زعلنى

تحياتى

إيمان قنديل said...

ياااه يافريده



بجد حطيتي أيدك على الجرح

فعلا الجيل ده كله مابيحبش بلده وعايز يخرج منها


والله فعلا اللي بيخرج منها بيعرف قيمتها وقد ايه بلدنا جميله

كرهوا الناس فيها الله يخرب بيوتهم


تعرفي

أنا لما سافرت ولفيت سويسرا
كلها

ورحت روما في
أيطاليا


رجعت قلت لهم مصر أحلى محدش صدقني


والله بلدنا أحلى

الربان said...

تحياتي

احييك و اهنئك علي هذا البوست...
نعم بلدنا جميلة...نعم بلدنا عظيمة
حباها الله بكثير من النعم...

لكن نحن ابناء هذا البلد و الوطن نحن
الذين نخرب فيها بايدينا...نحن الذين
نستبيح النيل لنلقي فيه بالمخلفات..
نحن الذين ندمر اجمل الشواطيء...
نحن الذين لا نمترث و لا نبالي بنظافة شوارعنا...بل نحن الذين نلقي بالمخلفات
في الشارع....

ليبدأ كل منا بنفسه...لو انا وجدت
ورقة علي الارض و ازحتها جانبا بقدمي
لجزاني الله عنها ثوابا لا يعلم قدره الا
هو....اليس اماطة الاذي عن الطريق من
الايمان....الذي اعلاه شهادة ان لا الله
الا الله...

ياريت كل منا يعقد النية ان يكون مسلما صحيح الاسلام و الايمان و ينفذ ما
امر به الله و ما ورد في سنة رسول الله
حتي يتطابق الايمان مع العمل و بهذا لن
نشكو من اي ازمة...و ستصبح مصرنا
جنة الله في ارضه...


تحياتي و تقديري

islamventura said...

انا من جيل احدث

ممكن تقولى يتمنى الحصول على اى جنسية بلد تانية تؤمن له الحياة فيها و يمكن كمان فى مصر بل اكاد اكون متأكد مما اقول

بالله الاكل اللى بأنواعه موجود بس مسرطن

و اهم لحظة نشوة تتجسد فى هدف مجدى عبدالغنى فى كاس عالم ايطاليا 90
و ربما تكون جون ابو تريكة فى الصفاقس


تتخيلى انا مغترب
و اظن ان اخبار و حال الوطن اصبح وقود للغربة و للبقاء فيها

بدأت ابحث عن نفسى

لأجد نفسى محترم برة و جوة دلوقتى بعدما تغربت

يحترمنى من بالخارج لتطبيقهم قانون عام نمشى جميعا عليه

و يحترمنى من بالداخل و احتسابى بابانويل اللى حيجى بالهدايا من اول عسكرى الامن المطار الى ما شاء الله

و لكن اكتشفت انى مخطىء

انا اتمنى اعيش فى مصر و انا حامل جنسية اخرى
و الله اظن ان الحياة ستصبح افضل

لأجد من يسأل عنى و يدافع عنى
لأنى اصبحت من رعايا دولة اجنبية
لكن المواطن له حكومة ترعاه كالغنم

FOrty said...

بلدنا مفيش احلى منها فيها النيل و الزراعه و الشواطىء و السياحهو قناه السويس و الموانى على البحرينالابيض و الاحمر و الموارد البشريه التى لو اديرت صح تتفوق على الدنيا كلها بس كل ده فى فوضى كبيره مسيطره عليه
بلدنا زى البنت الجميله اليتيمه محدش مهتم بيها و لا بيخطط لهامستقبلها كله بيخطط لنفسه فبقت زى اطفال الشوارع رغم جمالها تهربى منها و تقفلى زجاج السياره باحكام و هى تنظر اليكى بهدومها المقطعه و التراب يغطى وجهها و شعرها منكوش
امتى بقى يجى الذى يهتم بيها اكتر من نفسه و يزيل التراب و يصفف الشعر و ترتدى ما يليق بها من الملابس وقتها فقط كل الشباب حيحبوها و يتمنوا يقعدوا فيها

daktara said...

فريدة
زيارتي لك اسعدتني كثيرا بعد كثيرانقطاع

طبعا موضوعك رائع ومشيق
كلام لا اجد رد او تعليق عليه
كلام هو كل الحقيقة
تحياتي لك

انظر حولك
د. خالد عزب

حسن ارابيسك said...

يااااه
اهي دي بحق فضفضة بجد
أنا أول مرة فعلاً أشوفك بتكتبي فضفضة بهذا الزخم
لكن فعلاً هذا الجيل مظلوم في أشياء كثيرة جداً
بس على فكرة جيل الستينات برضة كان في قلبه مرارة رغم هذا الحب الجارف وقتها لمصر ولكنها كانت مرارة هزيمة وانكسار الأم لما يستقوى الزمن عليها
لكن بصراحة انتي هنا صنفتي
كل صغيرة وكبيرة في هم كبير وتقيل لهذا الجيل
لكن ما لفت نظري أحط تحتيه 100 خط هو سؤالك
لا أعرف كيف سيصف التاريخ جيلنا و أنا أسأل أبناء جيلي ..كيف
سيصفنا ؟؟
هنا فعلاً حسيت بمرارة هذا المقال
وعلى فكرة ده سؤال لو قعد قصاده الكثير من المفكرين وأصحاب الخبرة والعلوم المختلفة مش عارف هايعملوا
لكن الحقيقة
أحييكي على هذا المقال
تحياتي
حسن أرابيسك

جسر الى الحياة said...

عندك حق يا فريدة بجد احنا جيل غريب كان ماتت فينا الوطنية مع اننا بنلوم نفسنا اهو يعنى عندنا وعى باخطائنا لكن الكارثة الاكبر فى الاجيال اللى جاية اللى هويتها اصلا هتكون مطموسة الى حد التلاشى حتى مفردات كلام الاطفال تتسم بالامبالاة وتكبير الدماغ زى ما بتقولى وكمان فيه حاجة مهمة جدا معدش للمدرسة ولا للبيت دور فى تعميق معنى الوطنية لا بالعكس الواحد حتى فى الشغل لما بيحاول يتقن شغله ويجوده يقولولوك انت وطنى قوى كده ليه كبر دماغك وريح نفسك العيب فين يا فريدة فىينا كبنى ادمين ولا فى مقدرات البلد اللى احنا مسئولين عنه ولو بقدر يسير انا احيانا باترعب من
لامبالاة كل الاجيال اللى مفروض انها مستقبل البلد وشكلهم كده هيكونوا مستقبلها المظلم وربنا يستر

يقول أنى امرأة said...

انا من الجيل المنكوب جيل 81 الى من ساعت ما جينا الدنيا و احنا مشفناش غير حد واحد بس بيحكم كبرنا و اتجوزنا و اخلفنا و بردو الغمة لسا متشلتش من علينا
عمرنا كلة هيتكتب فى سطر فى كتب التاريخ " و كانت تلك الفترة نكسة على الامة الى ان جاء من احياها من جديد "
عندى امل ان الى يجى يحيى الامة يكون ابنى و ابنك
بمعنى اصح نشوف ايام عدلة حتى لو كانت هتيجى يعد ما احلى ايام عمرنا ايام الشباب تروح
اما باالنسية لموضوع الانتماء الى عندة اهلى ذى اهلى هيفهم الكلام دة
الى طوال عمرة متربى على حكايات الحرب و العبور و اسامى الشهداء
و اثار الاصابات الى معلمة جسم اقرب الناس دى
مهما طلع عين اهلة فى مصر هيفضل غصب عنة يحبها
مطلعا عينى بس بحبها
ابدعتى كالعادة

Ahmad Hegab said...

تفتكرى لو 20 ميلون سابو مصر و هاجرو مش ممكن نبتدى بره من جديد

Amira said...

حصد هذا البوست من التعليقات أكثر مما توقعت

و اكثر مايسعدني أنها اكنت مشاركات طويله وكأننكم تفكرون معي بما شعرت به و نفست عنه

الجميل ان بعضكم كان من نفس جيلي و يحس بوجعيتي

و البعض كان ممن سافر فعلا
و تحدث عن تجربته

أشكركم جميعا للمشاركه
كل منها في حد ذاته يصلح مقالا
تحياتي

Professional Blog Designs by pipdig