مدونة حكايات فريدة

ندى 2



بدأ الرجل في سرد أسباب زيارته لي و هي في حقيقة الأمر سبب واحد .. أنه قد تقدم لخطبة ندى عريس ... دكتور في تخصص الجراحه .. نفس التخصص الذي يمتهنه شقيقي"علي" .. و أنه كان يعمل مع شقيقي بنفس المشفى و كان يود أن أسأل" علي" عنه


العريس مستعجل .. عايز يتجوز و يسافر السعوديه .. جاله شغل هناك.. و موضوع الاستعجال ده مقلقني .. هو عريس كويس و ما يترفضش .. بس لازم أسأل كويس برضه أنا حسلمه بنتي و حضرتك اب و عارف
غمغمت أنا بما معناه طبعا و أكمل هو

أنا فضلت آجي لحضرتك و أطلب منك الطلب ده لأهميته بالنسبة لي .. أفضل من لو كنت طلبت من المدام تسأل المدام حرمك.. لأني فعلا قلقان من حكاية الخطوبه اربع شهور بس دي.. هي فتره غير كافيه اننا نعرف الولد كفايه فيها و انا عايز أطمئن بالسؤال عليه و اتمنى ان ماحدش يضللنا .. لو فيه أي عيب يا ريت نعرف

أجبت انا بسرعة و توكيد
لا طبعا ازاي ... أكيد حهتم و حتقصى لحضرتك بنفسي

ابتسم الرجل وهو ينهض

انا قلت مجال الشغل برضه ممكن يبين طبايع الناس

أشكرك


ودعته بالكلمات المعتاده و أنا ذهني مشغول ... شعرت بفرحه لندى.. فرحه استغربتها في نفسي.. و احترت هل انا فرحان لها أو شــمتان في المجتمع


هاهي ذي ندى العانس التي تخطت الثلاثين ربيعا ستتزوج طبيبا .. تمنيت أن اجد في سؤالي عنه ما يطمأنني


و تعجبت لماذا أنا سعيد من أجل تلك الفتاه و تذكرت مشاعري ناحيتها و تذكرت جمالها الذي رأيت جانبا منه


فابتسمت و انا اغمغم لنفسي


بس على الله يطلع يستاهل


...
لكن ندى رفضت العريس .. العريس الذي يبدو ظاهريا دون أي عيوب

و لأسباب غير مقنعه... و اثار هذا زوبعة في بيتها .. زوبعة هبت علي نسائمها عن طريق زوجتي التي استرسلت معها والدة ندى في الشكوى... و خصوصا أننا على علم بالموضوع ..و انني أنا من سألت عنه شقيقي و شقيقي زكاه لي بشدة فقد كان يعرفه شخصيا و يعرف أسرته... لكن ندى رفضت


!!!!


و أثار رفضها غضب والديها...و اثار تعجبي انا .. بل و تعجبي الشديد

و صرت مشغولا أكثر بتلك الفتاه و كأن الغموض الذي يكتنفها بالنسبة لي الآن زادها جاذبية بالنسبة لي

لم تعد كما تصورتها فتاة تعيسه الحظ قليلة الخـٌطاب .. قليلة الحيله و الجمال

تحولت في خيالي لفتاه ذات شخصيه .. و قوة .. و سر دفين .. أثار فضولي للغاية
قطعا يوجد في الأمر سر ما

لم ينطلي علي السبب الذي رددته من قصر مدة الخطبه و قلقها من السفر معه و هي لا تعرفه فتره كافيه لتطمأن له.. صور لي خيالي عدة اسباب أخرى كلها تتمثل في شبح رجل ما تحبه ندى في السر و تقابله من وراء ظهورنا جميعا .. قطعا هذا هو السبب .. أنا رجل خبر النساء و عرف الدنيا .. ما أكثر ماتكون المظاهر خادعه و خصوصا في ما يتعلق بالنساء الباطن و الظاهر قد يتناقضان أشد التناقض .. و هن يبحثن عن الحب..همهن الأول.. و قد يبذلن من أجله كل شيء.. هذا ما عرفته عن النساء .. فكيف ينطلي علي أن " ندى" غيرهن.. هناك شخص ما و علاقة ما.. و أخذت اتخيل تلك العلاقه و أتصور أبعادها... و تلك التصورات تذهب بي في اتجاهات عده.. و تصل بي الى أبعد مدى .. وأثارني الفضول أكثر ناحية تلك الفتاه و صرت أفكر فيها كثيرا و أرقبها أكثر


و ساعد على ازدياد تفكيري بها .. وجودها دوما أمامي.. ففي البدايه وسطت والدتها زوجتي للتحدث مع الفتاه و اقناعها... و تقربت زوجتي أكثر للفتاة .. و صارت ندى عندنا في البيت في أوقات كثيره... وحدها أو مع والدتها .. يشربن الشاي و يتسامرن


و صارت ندى موضوعا مٌلحا على في السر و العلن فقد كانت مثار حديث شبه دائم في بيتنا ... فالفتاه ترفض أن تلين لرغبتهم في قبول العريس و تتملص من النقاش بهدوء ولطف .. و أبيها كان قد أرجأ الرد على العريس أملا في أن يتغير رأي ابنته

لكن الفتاة لم تقتنع.. و في خضم هذا وجدت والدها يطلب مني أن احادثها .. و خصوصا أن نقاشه معها تتطور الى شجار كبير .. خاصمها الرجل على إثره من وقتها .. و أبت عليه كرامته التحدث اليها و عاندته ندى و لم تحاول مصالحته رغم توسلات أمها


ودون رغبة مني وجدت الرجل يطلب مني الحديث مع الفتاه حديث أبوي و خصوصا أني أنا من سمعت تزكيات شقيقي للعريس .. عل حديثي معها يغير مجريات الأمور

و تحرجت من طلبه و حاولت الاعتذار و أنا كلي فضول للحديث مع ابنته وسلب أغوارها

و إزاء تصميمه قبلت بأدب


و عندما جلست معها .. شعرت بهذا الضيق و الإحراج اللذان يعتملان بداخلها و تحاول جاهده اخفائهما تأدبا معي


تباسطت معها في الحديث و كلمتها كصديق

و على الرغم من أني لم أنجب بنات الا أني حاولت أن أعاملها كإبنه و صديق يكبرها سنا و يفوقها خبرة


كانت كما تصورتها .. هادئة ورقيقه و ذكيه للغايه.. كررت على مسامعي أسباب رفضها التي كنت اعرفها مسبقاو حاولت التملص مني في ذكاء .. لكني و بنفس هدؤها و بعقل يفوقها ذكاءا فندت أسبابها.. فاحتارت في الرد علي . لكنها لم تبرح عن قناعتها

و كم وددت لو اصارحها بظنوني و اطلب منها أن تصارحني كصديق ان كان في حياتها شخص ما و اعدها بمساعدتهما و محاولة اقناع والديها ان كان هناك عقبات

لكني آثرت ألا أفعل هذا .. فأنا لا أضمن رد فعلها و مهما كنت انا فأنا رجل غريب عنها أجبرتها الظروف الحديث معه حديثا لم تسعى اليه و لم تكن لتفضله

و على العكس أنهيت جلستي معها بدعما لموقفها و تفهما له ووعد مني بمحاولة إفهام والديها وجهة نظرها.. و اني في الأساس أؤمن بحرية اختياراتنا .لكني و كصديق كان يجب أن أحاول لفت نظرها لما قد يغيب عنها ففي النهايه لايهمنا جميعا سوى صلاح امرها


و أشعرتها أني متفهم تماما لنوع الضغط الذي يـمارس عليها من المجتمع و نقلت لها كل مشاعر المسانده و التفهم التي شعرتها ناحيتها منذ رأيتها أول مره .. نقلتها لها بطريقه ذكيه و غير مباشرة و دون ان اجرح انوثتها بكلمات صريحه لاداعي لها


و بدت ندى سعيدة بي .. و لمعت في عينيها نظرة أعجبتني للغايه .. نظرة من يرى شخصا و كانه يراه لأول مره.. أو نظرة من لمح شيئا كان قد غفل عنه

ففي تلك اللحظة بالذات تحولت أنا بالنسبه لندي من زوجا جارتهم الجديدة الى صديق يحترمها و يساندها و يفهمها

و هنا بدأت قصتي مع ندى

............................................
يٌتبع




11 comments

77Math. said...

حلوة .. أسجل متابعتي

bluestone said...

مثيرة جدا من الجزء الأول ... التطورات بتروح وتيجي في اكتر من اتجاه

متتأخريش علينا بليز

Fatma said...

مشوقة جدا

في انتظار الجزء التالي

أنسانة-شوية وشوية said...

وبعدين في الاثارة دى بقي يا فريدة

ماشي متابعة بشوق متتأخريش

Empress appy said...

معاك معاك لما اشوف

Ahmed Salem said...

لسه كلماتك و أسلوبك بسيط و رشيق و ممتع.
لكن للأسف تشويق للجزء الثالث مش زي اللي كان للجزء الثاني.

في الجزء اللي فات كان في حدث مشوق و انتي سبتينا في وسطه متشعلقين عايزين نعرف الأب كان عايز يكلم بطل القصة ليه.
لكن المرة دي سبتينا على نهاية عادية مش وسط موقف فيه تشويق أو سسبنس.

تعليقي ده ليس لأني مؤلف محترف, و لكن علشام أنا بعتبر نفسي قاريء محترف.

و زيهم كلهم منظر الجزء الثالث.

:)

كلبوزة لكن سمباتيك said...

انا شامة ريحة مراهقة متاخرة في روح شخصية الراجل ده
بس العيب مش عليه العيب على مراته اللي حشرته مع بنت شابه تشغل باله و يفكر فيها
انا لو منها كنت قطعت عرق و سيحت دم


تصوري يا فريدة انا اعرف حالة قريبة الشبه من دي انتهت بزواج الراجل من بنت صحبتهم العانس و هم كانوا بيوسطوه الاول يشوف لها عريس علشان عنست

لا يا اختي.. يبقى جوزي على كتفي و ادور عليه
نيفر


في انتظار الجديد
خالص مودتي و تحياتي

رباب كساب said...

لازلت أتابع

لك تحياتي

nana said...

بلوج رائع اسمحي مرورنا على مدونتك الجميلة
حكاية جميلة
وانا انتظر البقية ما تتاخري علينا

زمان الوصل said...

مشوّقه جدّا :) فى انتظار الجزء القادم

Unknown said...

شوقتينى كتير
اخاف من التفاهم الغير
مرئى هذا ان ينقلب الى
شىء اخر !!ربنا يستر.

Professional Blog Designs by pipdig