مدونة حكايات فريدة

يبقى الحال كما هو عليه

ترددت كثيرا قبل الكتابة عن مروة الشربيني.... ربما لأن الموضوع قتل بحثا و ربما لأن كلماتي لن تضيف الكثير فالأمر لا يحتاج كلاما أو رأيا أو بحثا... لكنني لم أستطع.... أذكر عندما سألتني إحداهن في الهاتف " هي قريبتك؟؟"
 لتشابه الأسماء و أجبتها بأني لا أعتقد فنحن من بلدة أخرى.... لكن سؤالها جعلني أتنبه أن التشابه بيننا ليس فقط في الإسم فأعمارنا متقاربه و كلانا خريجة نفس الجامعه
و ان نظرت كل فتاة و امرأه في أواخر العشرينات لنفسها ستجد بينها و بين مروة تشابه في عدة نواحي
كم منا إغتربت مع زوجها في بلد أجنبي من أجل عمل أو دراسة أو تحسين مستوى معيشي و كم منا في مقتبل عمرها تنتظر مولودا و هي في الغربة بعيده عن اهلها
أعتقد أن أي إمرأه كان من الممكن أن تكون في مكان مروة الشربنيني
و أعتقد أننا كلنا في مكانها بالفعل
كلنا لا يتقبلنا الآخر و لا يحترمنا و لا يقيم لنا وزنا
لا فقط لتعصبه ضد ديننا أو عرقنا أو وطننا
و لكن لأنه يعلم أنه لا ثمن لدمائنا في أوطاننا فكيف يكون لنا ثمن في أوطان غيرنا
عندما وقف الجميع وهو يشاهد تلك المسكينه و هي تطعن 18 طعنه كاملة و لا يتدخل سوى زوجها للدفاع عنها فيضرب بالرصاص
!!!!!!
عندما يحدث هذا .. فهذا لأن هذا ما هو طبيعي و بديهي
إن كان هذا قد يحدث لها و هي في بلدها ووسط أهلها و لن يهتم كثيرون عندها ... فكم إمرأه و رجل في مصر توفوا نتيجه لإهمال و عدم مبالاة و عدم وجود أمن و أمان حقيقي يحميهم في وطنهم؟؟
و مرت الأيام في روتينيتها الخانقه و كأن شيء لم يحدث
و كم منا قد يموت و يتساقط في هذا الوطن الذي لا ثمن لنا فيه و لا كرامة
و ستمر الأيام في روتينيتها أيضا دون تغير
كلنا وللأسف مروة الشربيني و مشكلة مروة لم تكمن فقط في الحجاب بل تكمن في أنها عربية مسلمه
لو أنها مواطنه أمريكيه أو يهودية كما ذكرت سالفا كان الأمر ليختلف كثيرا
لا لأنها غير محجبه و لا لأنها مسيحيه أو يهوديه بل لأنها و في وطنها إنسانه لها روح....و ذات قيمة... قيمة أعطاها لها وطنها مع جنسيتها و ختمها على جواز سفرها
لكن كونك عربيا مسلما !!.. فأي قيمة لك ....و أي أهمية!؟
ان من خرجوا غاضبين مطالبين حكومتنا بالتصرف و طلب إعتذار رسمي من ألمانيا
نسوا أنهم يتبعون لحكومة لم يتزعزع فيها وزير المواصلات عن كرسيه عندما مات في حوادث تصادم القطارات من مات
و لم يخرج عليهم وزير الثقافه بإعتذار رسمي عندما حــٌرق في قصر الثقافه ببني سويف من حــٌرق
و لم يتحمل أحد مسئولية الإهمال الذي أدى إلى مهزلة حريق مجلس الشورى
إذا كنت غير قادر على محاسبة من هم في وطنك كيف تنتظر محاسبة من هم في الخارج؟؟؟
....
كل ما أنتظره هو معرفة مصير قاتل مروة الشربيني و الذي أدرك في هدوء أنه لا يمثل الشعب الألماني و لا يمثل الغرب .. بل هو يمثلنا نحن فنحن المتعصبون ضد أنفسنا بعدم مبالاتنا و إنعدام إحترامنا لآدمية أنفسنا
إن تحويل موت مروة للحديث عن قضية الحجاب كان بالنسبة لي أمرا متوقعا .. فهذا هو ما نجيد فعله تلك الأيام أن نغرق أكثر في التعصب و في محاولة صبغة كل الأشياء و البشر و الأحداث بلون واحد في تعصب أعمى ثم نقف و نــــٌحاسب الآخر على تعصبه!!؟

لقد ماتت الفتاة و يا حسرة أهلها
و سيظل الجميع يتحدث لفترة ثم سيخفت الحديث وينفض المولد وستبقى الحقائق قائمة وثابته و سيبقى الحال كما هو عليه
و سأظل أنا أنتظر الحكم على قاتلها... و سنرى

1 comment

Anonymous said...

مع كل استيائى الشديد مما حدث ومن رد الفعل الرسمى للحكومة الالمانية .. وحتى من جانبنا .. فهو لايزال فى تقديرى هزيل اذا اختزلنا الموقف كله فى الحجاب

ودعنا نبدأ القول بأن الحجاب فضيلة لافريضة .. القصد منه الاحتشام .. وهناك اشكال اخرى للاحتشام موجودة ومحترمة حتى وان كان الشعر كاشفا

أما الهدف الاصلى من كل هذا فهو الحفاظ على المؤمنات .. ولهذا موضوع طويل لايسعه المقام هنا

اقول الهدف هو الحفاظ عليهم فيقول المولى "ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين" هذا صريح وواضح

فان كان هذا لايحمى بالضرورة فقد اصبحت جدواه غير مؤكدة

وقد كان بعض المتعصبين فى البلاد الغربية يلقون الزجاجات على المحجبات فى الطرقات .. فلا يحرك احد ساكنا ..

الصورة هى فى اننا نقدم ديننا العظيم فى صورة ضعيفة ومتخلفة لأن القائمين عليه للأسف لم يصونوه وظلوا اسريى قوالب لاتصلح فى عصرنا

نحتاج لخطاب جديد يناسب العصر والوقت ولايمكننا ان نقفز داخل التاريخ السحيق لنجد حلا قديما

هذه هى الرسالة الاولى بالاهتمام حتى نتجنب شرور من حولنا والنتائج امامنا لم توصلنا لشئ

آسف لإطالة

Professional Blog Designs by pipdig