مدونة حكايات فريدة

لاري كراون

 

خلال مشواره الفني .. رشح توم هانكس لعدة جوائز و فاز بالعديد منها و أهمها جائزة الأوسكار التي حصل عليها مرتين.

و خلال سنوات عمله بالمجال الفني تنوعت أدواره و اثبت نفسه كممثل و خاض تجربة الكتابة و الانتاج و الاخراج كما يحاول الكثيرون ممن يحترفون المجال السينمائي و لو لمرة على مدى عمرهم
و في تجربته الاخيرة فيلم " لاري كراون"  خاض كل من تجربة التأليف و الاخراج و التمثيل بالاضافة إلى الانتاج في فيلم بسيط شاركته البطولة فيه النجمة المشهورة " جوليا روبرتس"

الفيلم  يحمل على افيشه اسمين عملاقين مما  قد يعطي الانطباع بقصة أكثر تعقيدا ,و خصوصا أن لقائهما الاخير معا كان فيلم " حرب تشارلي ولسون " في عام 2003 و الذي تناول قصة حقيقية عن رجل كونجرس أمريكي يدعى تشارلي ولسون و قد رشح هذا الفيلم  لجوائز الجولدن جلوب و جائزة الأوسكار


لكن هذا العام عاد "توم هانكس" و " جوليا روبرتس" للقاء في فيلم عن قصة غير حقيقية لكنها تحكي واقع حياة,  عن رجل خسر عمله في منتصف العمر و قرر الدراسة بالجامعة  .. و تنساب تلك القصة بهدوء  طارحة فكرة بدء الحياة من جديد و قوة شخصية ذلك الطاهي البسيط  و عمقها مقارنة بزوج البطلة, الكاتب الكبير الذي استسلم للبطالة  و بدا تافها و غير منطقيا مع اشارة إلى أهمية التعليم مهما كانت مؤهلاتك الشخصية أو ذكائك .. كل هذا تم عرضه ببساطة متناهية و ربما تكون بساطته تلك تحديدا هي ما استهواني و أمتعني اثناء المشاهدة  بالاضافة إلى ذلك النوع الأمريكي المعروف من الكوميديا الخفيفة .

لكن على الصعيد الآخر بدا الفيلم صادما للبعض  لأن وجود اسم فنان كبير يصاحبه دوما توقعات بعينها مما جعل تقييم الفيلم على المستوى النقدي تقييما متوسط أو ما هو دون ذلك .. فعندما تجمع في فيلم واحد بين ممثلة بحجم " جوليا روبرتس " مع ممثل بحجم " توم هانكس" و في هذا العمر لا يكون التوقع أبدا فيلما بسيطا خفيفا, يصلح أكثر لشابين ممثلين ناشئين

بصفة شخصية اعجبني أن يكونا بهذا العمر و يقدما فيلما بتلك البساطة , و خصوصا أن قصة الفيلم ليست مسفة على الاطلاق و الكوميديا به خفيفة تناسب ممثلين جادين في الأساس و غير محترفين للكوميديا

"جوليا روبرتس"  التي تبدو كمن تتعمد تقديم ما هو متنوع و غير متوقع كممثلة .. وصلت للقمة في بداية الألفية الثالثة  كنجمة محبوبة بشباك التذاكر و حصلت على الأوسكار و قيمت كأعلى أجر .. ثم بدت اختياراتها بعد فيلم " ابتسامة الموناليزا"  لافتة للنظر حيث عمدت " جوليا " لأن تكون اسما كبيرا يضاف للأفيش في عدة تجارب لا أن تكون هي النجمة الوحيدة .. و هي عادة تجارب تقترن بأسماء تضاهيها حجما مثل تجربتها في
 " عصابة أوشن/ “Ocean’s twelve”  
مع " جورج كولوني" و المخرج الكبير " ستيفن سيبلبرج"  أو تجربتها في فيلم
 " الأقرب"/ “closer”
 مع كل من " جود لو " و ناتلي بورتمان" و  " كليف اوين " الذي كررت الاجتماع معه في فيلم
 " ازدواجية " / “duplicity”
الذي كان بدوره فيلما بوليسيا مشوقا و خفيفا
ثم دورها الصغير جدا في فيلم جمع عدد كبير من الأسماء ألا و هو فيلم
 " يوم الفالنتين" / “ Valentine’s day”

و اختياراتها تلك تعكس – على ما يبدو- تحرر الفنان من اثبات ذاته بعد تربعه على القمة و اتجاهه إلى تسلية بسيطة و متنوعة  يقدمها للجمهور دون عناء .. مستغلا اسمه الذي اجتهد قبلا في صنعه .. واثقا من وجود الجمهور على المقعد المواجهة للشاشة التي تعرض صورته.

بنفس المبدأ خاض توم هانكس تجربة الإخراج بنوع من أنواع البساطة غير المتوقعة و بذل مجهود أقل مما يستطيع فعله و قد يبدو هذا نوع من أنواع الاستسهال

  و هنا يلزم ذكاء النجوم الكبار  في تقديم التسلية ببساطة و بدون اسفاف يهبط بأسهم الاسم الكبير أو يؤدي إلى خسارة  الجمهورو ثقته .
و في هذا المفهوم تحديدا يكمن التوصيف لفيلم  " قصة حياة لاري كراون" .. مجرد تسلية بسيطة لقصة لها مغزى و بها قدر لا بأس به من المتعة.
 يجدر  بنا الإشارة للنجمة الصغيرة 
Gugu Mabtha Raw
الممثلة الصغيرة التي قامت بدور الصديقة التي تبنت لاري كراون في الجامعة
تلك الفتاة السمراء خفيفة الظل و قريبة للقلب و استطاعت أن تظهر كيمياء حقيقية بينها و بين ممثل كبير في حجم توم هانكس و هي إختيار موفق من هانكس كمخرج و منتج  أضاف للفيلم و خدمه.
تلك ليست التجربة الأ ولى للإنتاج ل" توم هانكس" و لن تكون الأخيرة فلقد تم الإعلان بالفعل عن الأعمال القادمة و سيبين الوقت إن كان توم هانكس سيركن لنظرية المجهود الأقل بعد الوصول للقمة أم أنه سيحاول القفز إلى قمة أخرى و لو كانت مجاورة.

 

3 comments

Wish I were a Butterfly ... said...

عجبني جدا رأيك النقدي البسيط دة. للأسف مشفتش الفيلم بس انت خليتيني عايزة أشوفك

لو حضرتك مش صحفية..يبقى فعلا فعلا أتمنى تكوني صحفيةقوية جدا لأن أسلوبك رائع ومعاكي جدا في رأيك العام عن توم هانكس و جوليا روبرتس

تحياتي

candy said...

عرض جميل ، هادور على الفلم

جوليا روبريت فنانتى المفضلة على الأطلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالاق

iHibo said...

نقد بناء وبسيط وغير مكلف البتة
مبدع
على كل شاهدت الفيلم وفي الحقيقة اجده بسيطا اكثر من اللازم ،تم هانكس لم اعده هكذا كما جوليا روبرتس ايضا
المهم الفيلم كان عادي متوسط التقيير كما رأيت في موقع امبد
ارى ايضا ان جل الممثلين المشهورين في الافلام الاخيرة ليسوا كما يضهرون في العادة
يكون مستواهم ناقصا
كفلم جون ستيتمان الاخير الذي ايضا لم يحز على تقييم كبير وجاء فيه الممثل بدور لم يتقنه حتى
اتمنى ان يعودوا الى رشدهم وبقوة

سلام

Professional Blog Designs by pipdig