مدونة حكايات فريدة

شيرلوك هولمز – عندما تصير الصناعة فنا



لم تعد السينما تنقل لك ما تراه عيون ذلك القابع وراء الكاميرا متحكما بها فحسب , بل صارت صناعة تؤثر بها عدة عوامل صوتية و مرئية.
ننبهر بالصورة التي صار للتكنولوجيا تدخلا كبيرا في الخداع البصري بها و ننفعل مع المؤثرات الصوتية المتقنة , و بعد أن صرنا في زمن الصورة رباعية الأبعاد , صارت صناعة الفن كمتعة مرئية تحديا حقيقيا أمام صناع السينما.
بعد عامين من تجربته السابقة " شرلوك هولمز" يعود المخرج
Guy Ritchie
لينقل قصة أخرى عن نفس شخصية المحقق الشهيرة , في الجزء المستقل الثاني من الفيلم
Sherlock Holmes: A Game of Shadows
"هولمز" في الأساس هي شخصية خيالية ابتكرها الكاتب " آرثر كونان دويل" ,في نهايات القرن التاسع عشر  ووصفه كرجل انجليزي ارستقراطي ضالع بالكيمياء و التنكر و  له مقدرة استثنائية على التحليل المنطقي و يُستعان به لحل القضايا الصعبة , و تعد تلك الشخصية من أشهر الشخصيات الخيالية على مستوى العالم.
كثير من الأعمال تناولت " هولمز" لكن جاء الفيلم الأول عنه للمخرج في عام 2009 و قدم صورة مبهرة متقنة , و أكسب الأحداث إثارة الأكشن و نجح الفيلم وحقق إيرادات عالية و تصدر قائمة البوكس أوفيس , فكرر طاقم العمل التجربة في أواخر 2011 .



 بطل الفيلم " هولمز"
Robert Downey Jr.
معروف بميله لأدوار الأكشن و لقد أضافت هوليود على المحقق الخيالي المعروف لمسات مغامرات الأكشن , فتناولت القصة تجارة السلاح و الحرب العالمية و التفجيرات و محاولات الاغتيال.
و المشاجرات التي خاضها " هولمز" مستعرضا فيها قوته البدنية و بصيرته المتفتحة.
و أثناء تصوير مشاهد المشاجرات و التفجير , يظهر أثر أدوات الصناعة المتقنة , و هنا يكمن جمال الفيلم الحقيقي , فالقصة التي اشترك في كتابتها ثلاثة و الحبكة الدرامية المكررة , للتعبير عن الصراع بين الخير و الشر و تصاعد الأحداث للوصول إلى انتصار الخير , لم يكونا العامل الأساسي لجلوسك مستمعا لمدة ساعتين, بينما إبداع الصورة و الخدع و استعراض المخرج لإمكانات صناعته أدوا بك إلى المزيد من التشوق و الانبهار.


ربما يكون السيناريو المليء بالدعابات و الفكاهة المقحمة و الطبيعية , سريعا و غير مشوق , لكن أداء الممثلين جاء مرضيا فكل منهم في واقع الأمر أكبر حجما من شخصيته , و أتت كل من الملابس و الديكورات لتكمل جمال الصورة.
و تؤكد أن صناعة السينما بذلك الشكل تستلزم دعما ماديا مفرطا.
المؤثرات الصوتية كانت هامة جدا لفيلم أراد المخرج فيه عمل الكثير من اللقطات بتكنيك الحركة البطيئة من أجل إبراز كل التفاصيل أو إعادة بعض المشاهد لمحاكاة ما رأته بصيرة " هولمز" مقارنة بما حدث بالفعل.
و كل جهد مبذول و مكلف في ذلك الفيلم كان واضحا و أدى غرضه و استطاعت
Warner Bros.
الشركة المنتجة المعروفة , أن تحقق النجاح المرجو للجزء الثاني و هناك تصريحات بالتحضير لجزء ثالث .

2 comments

hasona said...

السينما كأي صناعة أضيفت لها الكثير من الجوانب
وتطورت تطور رهيب في الفترة الاخير
ولعبت التكنولوجيا في الكثير والكثير

ولابد أن تعبر عن نبض الأمم
مثلا أمريكا من خلال السينما تصور الجندي الأمريكي أنه لا يهزم ولا يقتل وانه يقدر علي كل شئ واي شئ
حتي ترسخت هذه الفكرة داخل أغلبية من يشاهد ويتابع تلك الافلام

iHibo said...

لم اشاهد الفيلم بعد لكنه ضمن لائحة الانتظار
انتظر النسخة لتحميلها
شكرا لمشاركتنا احداث الفيلم

:)

Professional Blog Designs by pipdig