مدونة حكايات فريدة

معضلة الاختيار

                            


 بين معظم الناس, قارئين كانوا أو لم يمسكوا بكتاب في حياتهم تجد اسم "شكسبير" لافتا للنظر كمُعرف و إن جهلت بأعماله .. و هناك غيره في التاريخ استطاعوا من جعل أسمائهم وحدها علامة ما أمثال بيتهوفن .. أفلاطون .. سقراط ... أينشتين ....ليوناردو دافنشي....إلى آخره من تلك الأسماء التي يجب أن تكون قد سمعتها أو مرت عليك حتى و ان كنت أبدا لم تهتم بالمجال الذي أبدع فيه أحد هؤلاء أو عرفت تحديدا الحقبة الزمنية التي تواجد فيها أي منهم.

و رغم كون مسرحيات شكسبير قد كتبت في صيغة شعرية  قد لا يفهمها معظمنا اليوم للغتها الأجنبية و تركيبتها القديمة لكن تظل شخوص شكسبير معروفة في جميع أنحاء العالم و تظل حكاياتهم خالدة

و من الصعب أن نتكلم عن الكينونة دون ان نذكر شكسبير و جملته التساؤلية الشهيرة في مسرحية هاملت " أكون أو لا أكون ".. هاملت الأمير الدنماركي المنتقم الذي زاره شبح أبيه يوما ما ليخبره بتلك المكيدة الغائبة عنه .. هاملت الممزق بين أمه الخائنة لأبيه و عمه الذي احتل مكانه بعده في فراش زوجته و على العرش تتحكم به مشاعر الكراهية و الرغبة في الإنتقام و التشتت

          تلك المسرحية التي تعد واحدة من أشهر تراجيديات شكسبير التاريخية.. الزاخرة بالمنولوجات المطولة لأحاديث هاملت الذاتيه الكاشفة عن الصراعات الداخلية لروحه

أشهر عبارة على الإطلاق بها هي " أكون او لا أكون " تبدو تلك العبارة ببساطتها المطلقة و شهرتها المطلقة أيضا. طلسما أو لغزا إن تفكرت في سرها وهي في اعتقادي احد مفاتيح الحكمة حيث أوجز فيها شكسبير كل صراعات الإنسان كمطلق بوصف تلك الحالة التي يصير عليها المرء... أن يتأرجح بين نقيضين كلاهما بعيد عن الآخر تمام البعد

معضلة الاختيار في حد ذاتها و ما سيترتب عليها من تبعات

و كأنما الحياة بالفعل طريقين لا ثالث لهما , كلاهما به صعوبة مشقة , و يظل الطريق الثالث  الوسطي حلم يداعب الخيال , كحل أفلاطوني يقترن بكلمة " لو " لكنه لا يوجد أبدا.

4 comments

maxxedout said...

الواقع عادةً لا يعرف الحلول الوسط

Amira Elsherbiny said...

حقيقة
و لذا يجب علينا عقد مقايضاتنا التي تؤدي بناإلى أفضل الحلول الممكنة

يا مراكبي said...

أكون او لا أكون

وبقية العبارة: وتلك هي المشكلة

فالإنسان يا عزيزتي - وفق سنة الله في الكون - خُلِقَ في كَبَد

والدُنيا هي دار اختبار وليست دار المُتعة

وتلك هي المُشكلة :-)

Amira Elsherbiny said...

رزقنا الله النعيم في الآخرة
آمين

Professional Blog Designs by pipdig