أحب تلك العمارات الجميلة ذات الطابع الإيطالي
الايطاليون تفننوا في المعمار , فتغريك تلك البيوت القديمة بالتطلع لها من
الخارج وتتمنى لو كانت شرفتك هي تلك التي تعجب بتصميمها و النقوش المحيطة بها.
من محطة الرمل بالإسكندرية إلى هليوبليس بالقاهرة , و تغزل في الجمال و
نوستالجيا مفروضة علي فرضا أنا التي ترفض وهم التعلق بالماضي و تزعم أن لكل وقت
جماله.
لحظة رضا خالصة و لله الحمد و أنا أتطلع إلى تلك العمارات التي يعود عمرها لسنوات لا
أود أن أحصيها
فنجان قهوة , و صديقة جميلة , و جمال قديم يحيط بنا وسط أيام قبيحة.
للأسف , أنا أحيا في زمن قبيح لكني أتحايل على قبحه بعشقي للجمال
أشرد و أنا متطلعة للعمارة المواجهة و أذكر عبارة كتبتها في روايتي
" بيتي بداخلي "
أنظر لصديقتي و أخبرها أني لا أريد ترك مصر , لسبب ما أحب تلك البلد , رغم
كل عيوبها , رغم قبح زماني , رغم أننا لا نسمع القصائد و لا نشاهد الأفلام
المقتبسة عن روايات و لا نرتدي فساتين منفوشة أو نسكن بيوت جميلة.
إننا نسكن عمارات قبيحة , متشابهة , عالية بصورة مستفزة
و أحداثنا في تلك البلد متلاحقة و
ضبابية و غير مستقرة , و القمامة في كل مكان و نحن من نلقيها على أنفسنا !! و
ملابسنا غريبة و لا تناسب ثقافتنا , مجرد خليط من هذا على ذاك كي نصل لشيء ما ملائما لكنه غير أنيق بالضرورة
!!
و القهوة التي نشربها لم تعد تركية بعدما ثرنا على الأتراك , صارت أمريكية أو ايطالية, و أنا مدمنة للقهوة , أيا كان نوعها
و منشأها.
و مدمنة للجمال أيا كانت صورته , أبحث عنه في كل شيء , ففي بيد قُبح هذا
الزمان قطرة جمال ستفتنني
مفتونة أنا , بكل شيء و أي شيء يجعلني أبتسم .
أنظر
حولي و أبتسم كعادتي و أكتب لنفسي أن تلك لحظة حقيقية , أحتاج جمالا حقيقي بحياتي
, لقد آن الأوان.
2 comments
( نسكن عمارات قبيحة , متشابهة , عالية بصورة مستفزة )
العبارة دي صحيحة ومؤلمة للأسف ، فعلا المعمار دلوقتي شكله بقى عادي ومتشابه
على العكس لما تمشي ف الشوارع اللي فيه معمار قديم من زمن الايطاليين والأجانب تحسي بفرق رهيب .
الناس زمان كانت بتتنافس ف الجمال والإبداع ، وللأسف دلوقت التنافس بقى ف علو العمارة وتلوينها ألوان مستفزة وملفتة بطريقة تغيظ
:-))
سلمت أناملك وما كتبت
تقبلي مروري
صباح جميل برائحة وطعم القهوة
تحياتي لكي ):
Post a Comment