مدونة حكايات فريدة

عندما قابلت امرأة الحكايات.






هي التي سنكتب حياتها يوما و سنعجب !

الطفلة التي ركضت وراء كل شيء فأخذتها المغارات لكل عوالم العجائب , و لو كان بإمكانها أن تعيش فوق العمر عمرا , لركضت من جديد لتصير حياتها سلسلة حكايات متوازية في كل اتجاه.

تلك المرأة التي آثارت في الرغبة أن اربت عليها , أثبتت لي  ما آمنت به دوما , أنهم ليسوا كما يقولون عنهم , و لا كما يدعون هم عن أنفسهم , إنهم كما أراهم ببصيرتي , بكل تفاصيلهم الغير متوقعة .

"البشر" , أكثر من قابلت هي و أكثر من أبصرت أنا, و كلانا قدر له اللقاء في وسط المطاف.

 لا تبدو حكاية اللقاء غريبة , فهنا حيث لا منطق و كلانا تعلم هذا جيدا , و لكم تنقلت هي بين البيوت , و أنا نفسي بيتٌ مرتحل , فكان يجب أن يأتي اليوم الذي سأعطيها فيه المفتاح .

تلك الأمُ التي ورطتها الفطرة بالمسئولية , قبل أن يُعلمها الزمان ماهية الحِمل , تتوهم أنها تنصح عن خبرة و علم بينما حكمتها هي حكمة الجدات , اللواتي لم يحتجن معرفة الحروف كي يتهجين كلمات النصح السديد و لم يلزمهن السفر لعوالم أخرى كي يعرفن ما يدور خارج النوافذ أو خلف الأبواب .

لكنها خرجت , وولجت من كل باب , كي تجد نفسها بمنتصف غرفة بها عدة أبواب , و كل مرة تختار ولوجا يقودها لخروج آخر, و يرونها هم بعيون , تدعي  هي أنها لا تشغلها , لكنها تجعل صوتها الناعم أكثر حدة أحيانا , و حركتها أكبر سرعة , بينما هي بالقلب متأنية كما يليق بامرأة لا يليق بها سوى الكعب العالي , امرأة يجب أن تثير فيك الرغبة أن تربت عليها أو تحتضنها , و لا تفلتها و إلا لن تستكين في ذلك الحضن , سيظل هناك ذيل أرنب يركض , يغريها  في لحظة استسلام للفضول بالركض.

لتقف مواجهة لباب موصد , ترسم أحلامها على الحائط المجاور له, دنيا , تفتح الباب , تبصر ما رسمت , فتضحك , ضحكتها تلك التي ترسم تلك النغزة الغائرة , التي تجعلها تبدو أصغر سنا و أكثر مرحا .

و تقول لي ببساطة مطمأنة إياي أنها دوما هنا , فأبتسم , و تحكي لي عن الأحلام التي تحققت و ترسم على حائط مجاور أحلام لم تتحقق بعد.

فأمد أنا يدي و أرسم لها مدفأة و كتاب.

 لقد وهبت كل ما تمنت و لم تزل, لكنها مدفأة و كتاب و سيكتمل الأمر .

 أنا أعرف أنك ستظلين تلك الأم التي تحمل فوق الحمل, كما ستظلين تلك الجدة التي تنصح , و تلك الطفلة التي تضحك ضحكتها التي تبين النغزة الغائرة و تشير بأصابعها إلى الحلم الذي صار حقيقة.

و يأتي اليوم الذي سأجلس بجانب مدفأتك , صوتي أكثر هدوءا و صوتك أنت أكثر عمقا , و كتاب بين يديك تتلين منه شيئا ثم تنظرين إلي , فأعلمك أنني أخيرا سأتقاعد كما  أخبرتك من قبل و تخبرينني أنتِ أنك لتوك اكتشفت دنيا جديدة و كأنك ولدت من جديد , فابتسم و أنت تعرفيني  بالحكاية, ابتسامتي الهادئة تلك, التي تُخفيهن جميعا, كما تعرفين أنتِ ثم أعلق كعادتي أننا سنكتب حكايتك يوما و سنعجب.

لقد صرت أنا أكثر صمتا و صرتِ أنت أكثر تفلسفا, و ظللتِ أنت امرأة الحكايات و ظللت أنا البيت المرتحل, و ظل المفتاح بيدك.


2 comments

يا مراكبي said...

تمام

اللي هي مين بقى؟
:-)

مها العباسي said...

دائما هناك من نرتبط معه بحكاية ما لا ندرك لماذا ولا ندرك متى ولكننا نكتشف باننا نستسلم له بهدوء ونستكين معه وربما نعود لبرائتنا الاولى عندما نكون معه انه ذلك السر الخالد بين الارواح التى تناثرت منذ الأزل فى ربوع الارض بعد ان انشطرت وحسن تبعثرت لم تكن الا ارواح وحين تلتقى تلتقى من جديد ارواح البعض يفسرها بالذكر ونصفه الاخر الانثى ولكن مازلت على قناعه بانها حين انشطرت لم تكن ذكر وانثى بل كانت ارواح ربما على الارض سكنت جسد ذكر او جسد انثى ولكنها حين تلتقى فهى تتجاذب ارواح لا اجساد

Professional Blog Designs by pipdig