كل شيء قبلها كان تهيئة للحظة دخولها, كأنها هي
كل إجابات أسئلة عمري الحائر , لن أنسى المرة الأولى و هي ترتقي الدرج بهدوء و
تبزغ كشمس , جعلت كل الحضور يلتفتون إليها
في تلك اللحظة أدركت, معنى رهافة الحواس
عندما تخبر عن ما لم يقع بعد , عندما تعرف بقلبك أن شيئا ما سيحدث .
و لقد حدث , كيف حدث؟
العشق ليس هو الإجابة و لا العمر الذي قررت
أن أقضيه معها و بدأت بالفعل في وهبه لها قبل أن أرتدي خاتمها.
لقد قايضت كل العذابات ببهجة وجودها , تجنبت
غصة القلب عندما نعمت بالحياة بجوارها , هل يجب أن نصل للجفاف قبل أن نرتشف الماء؟
يوم استطعت القبض عليها ارتشفتها على نهم أحيانا و على مهل في أحيان أخرى و لم أفلتها
أبدا
لقد تجنبت أن تزورني طيفا في المنام يقض
مضجعي و لو على ذراعي وجنة امرأة أخرى, لقد تجنبت عذاب تطلعي لها من بعيد هي تبتسم
واقفة في حضور يشد المحيط و بين عينيها لا مبالاة من لا يرى أحدا, لقد تجنبت
محاولة اجتناب عدم منطقية الانجراف ناحيتها
كنت أخبرها و تضحك غير مصدقة ما أقول أنها المرأة الوحيدة التي بإمكانها إثارة الرغبة في كل ما رأيتها, أو سمعت صوتها .
كنت أخبرها و تضحك غير مصدقة ما أقول أنها المرأة الوحيدة التي بإمكانها إثارة الرغبة في كل ما رأيتها, أو سمعت صوتها .
"لماذا؟"
كانت تسأل بسخرية , فأخبرها ممازحا أن
المعدن المسكين لا يدرك قبل ارتطامه بالمغناطيس أسباب ما يحدث , فتضحك أكثر
لكن في عيونها أحيانا, عندما تحزن , و بين
شفاهها الصغيرة و رأسها متوسد صدري , كانت تسألني عن "لماذا ؟" أخرى.
"لقد قررت أن أكون سعيدا "
هكذا كنت أجيب سؤالها, عندما يتسلل إليها
الحزن فتتشكك و تسأل.
و هي جالسة على قدمي ليلة أمس كطفلة صغيرة ,
تحيط عنقي بذراعيها و تحكي لي بانفعال كعادتها, عما كانت تحكي , لاحظت لأول مرة أن الشعيرات البيضاء قد زادت , و أننا
بالفعل قد كبرنا كما كنت أردد لها و نحن
نتشاجر صباحا, لكنها لم تزل كما هي , بنفس البهاء الذي أبصرته عندما رأيتها لأول
مرة و هي ترتقي الدرج بهدوء و ثقة .
قبلت طرف أنفها فتوقفت عن الكلام و ضحكت, ثم
سندت رأسها على كتفي بصمت و هدوء و همست
" لو أن أحدا أخبرني منذ سنوات أنني
سأعيش مع رجل أحبه في كل مرحلة في حياتي بشكل مختلف كما أحببتك, لما صدقت ! أحيانا
أتساءل كيف لم أبصرك بالحفل, في ذلك اليوم ؟"
" لأن كل منا كان مع آخر, لم يكن هذا هو
الوقت المناسب, و أنا لم أبصرك حبيبة في البداية,لأنه لم يكن منطقيا لكني أبصرت حقيقة غيرت كل شيء
"
" ما هي تلك الحقيقة؟"
" أن ما أملكه أنا,أنت أحق به من أي شخص
آخر , و أن ما تملكينه أنت لا يجوز لسواي , عندما اخترتك أنت لم اختر فقط ما أريد
, لقد اخترت ما لم أرد وقوعه أيضا "
" و ما هو ما لم ترد وقوعه ؟"
" أن أكون اليوم في ذلك الليل البارد ,مجرد
عجوز يجلس على مكتب يراجع أوراقه في هدوء و امرأته مشغولة عنه بشيء ما , , بدلا من
أن أكون معشوقا كشاب فتي لدرجة الغيرة
الغير منطقية, تلك الغيرة التي التي جعلتك تتشاجرين معي صباحا لتجلسين على قدمي و
تصالحيني الآن بغنجك الذي لم يتغير.
يوم رأيتك,
كانت حياة كل منا بدون الآخر, و لقد عرفت معنى الحياة بدونك و هو ما جعلني أعرف
أني أريد الحياة معك"
" كل ما أذكر ذلك اليوم, كم كنت تعيسة, يائسة
أخفي أثر دمع الليلة السابقة بمستحضرات تجميل باهتة اللون و ابتسامة مصطنعة, و أنت
على بعد خطوات مني , و حياة كاملة معك على بعد سنوات , و عمر آخر , لكني لم أرك!!"
بإبهامي داعبت وجنتها كما أفعل دوما
" أنا رأيتك و هذا هو الأهم"
كل شيء كان قبلها كان من أجل أن اعرف , أن اختيارنا لتجنب التعاسة جزء من اختيار السعادة, سنوات فصلت بين رؤيتها لأول مرة ببهائها الذي لا تخطئه العين و
بين يوم ركعت هي أمامي و هي تضحك بجذل و نشوة قائلة " تزوجني, لن تتزوج
غيري و لو رغما عنك" قالتها و هي ممسكة بكفي و عيونها اللامعة تتوعدني بالشقاء إن مر بخاطري أن أكون مع غيرها
لم تزل تغار علي و تتشاجر معي , و لم تزل لا تصدقني عندما أخبرها , أن مجرد حضورها لم يزل يثير في كل الرغبات , فتغضب أكثر و تتهمني أني أخدعها بمعسول الكلام, و ربما لن تصدق أبدا أو تعرف فدائما ما سبقتها أنا إلى المعرفة مثلما سبقتها قبلا , عندما رأيتها و أدركت أن شيئا ما سيحدث
و لزم الأمر سنوات بين رؤيتي أنا لها و بين التفاتها لي
كي تبصرني.
3 comments
فكرتيني بنفسي زمان كنت بعرف احس الاحاسيس دي دلوقتي كله مااااااااااااات
Can't wait to read it all in shaa Allah :)
Amazingly written ya Amira <3
Thank you :)
حدث لي هذا بالفعل
قطعة فنية رائعة
أبدعتِ
I am speachless
Post a Comment