مدونة حكايات فريدة

رواية عشق




معشر الكتاب أفسدوا قصص الحب, لم يخبروا الحقائق عنها, لم يكتبوا أن الحب بسيط لأنهم إن كتبوا هذا لن يبيعوا كتبهم!

لابد من عقدة, لا بد من دراما تصاعدية, لابد من تلاحق أنفاس و لا بأس من ذرف بعض الدموع

نحن معشر الكتاب كذبنا فيما يتعلق بالحب, و دفعنا ثمن الكذب أنه صار لا طريق للعودة, لا سبيل لإخبار الحقيقة
لم يعد يصدقنا أحد , إنهم يريدون المأساة, يريدون السور العالي الذي تختبئ خلفه الأميرة في القصر و الشاطر حسن متسلقا على الضفيرة

الحب عند المؤمن حياة و عند المُكذب حلم, بينما هو حقيقة و عمل متواصل من أجل واقع , لكن لم يعد أحد يعرف
إن الأحلام لا تكلفهم شيئا أو هكذا يتوهمون, إنهم يحلمون أحيانا فقط لأنهم يعرفون أنهم أضعف من أن يغيروا الواقع

و أنا من المفترض أن أكون روائية من المفترض أن أكون من ذلك الجانب الذي يحلم , كي يكتب و .يجعل آخرين يشترون حلمه

لكني ببساطة قلت لهم أن اعرف الحقيقة, فقالوا عني أني متفلسفة زيادة عن اللزوم !

العاجز يحلم و يبحث عن حلمه بين كلماتنا , و من يعيشون حقا أكبر من كلماتنا و أكبر من حدود الحلم

حلم العاجزِ ككذبة الروائي مجرد "استحالة زائفة عن واقع ممكن"
فالحب يحدث لكنه للمؤمن هناء و للعاجز عذاب لا ينتهي

الأول يجعله الحب يردد كلمة " ممكن " بينما الثاني يتبع الحب بكلمة " لكن " و شتان بين الكلمتين

الحب يحدث ببساطة , و واقعية , و إن أردت أن تعرف الفارق بين الحب و الإفتتان ترقب فعل الزمن بالعلاقة
فعلاقة الحب الحقيقي كالنبيذ يزيدها الزمن جودا
بينما الافتتان كهبة ريح يسكن بعد مرور وقتها كل شيء

تقول لي صديقة أنه لا حبيب يتزوج حبيبه و أن سندريلا تأتيها العرابة فقط في عالم ديزني و الرجال في زمننا لا يتحدون مجتمعهم , فقط في  الأساطير يغلبون التنين و يتسلقون السور.

توصيني ألا أنصح الفتيات بالحب , فهناك دائما عائق ما سيفسد الحكاية, و يجب أن نُعِدهم للمستقبل المُر !

تسألني أي واقع أبصرته فاستمديت منه الأمل ؟ تأمرني أن أنظر حولي و أنظر إلى حالي أيضا!

أسأل فتاة عشرينية إن كتبت عن الحب هل ستلقى الرواية رواجا ؟ تجيبني أن كلمات العشق المعسولة لم يعد يصدقها أحد !

أدافع عن نفسي مرددة أني لست برومانسية و لا حالمة و لكنه ببساطة لو كان المستحيل في الكتب و الحياة هو العشق , فأنا امرأة لم تؤمن سوى بكلمة "ممكن " بكل شيء بالحياة , فكيف أعيش اليأس و عن قناعة ؟

بهاء الأمل يُكسب الحياة رونقا و العمر يسلب الشباب و رونقه , أريد أن أظل بهية كمحبوبة, فالحياة لا قيمة لها دون شغف.




2 comments

البدوى الأخرس said...

من المفترض
لم أقرأ الرواية... وأشعر بدءا بستار يغشى الكاتب ... فالعنوان والكلمات المقتطفة .. أعمق .. نفسا وروحا ومهابة.. رزانة وقوة التجربة لا تطفو ..أبدا.. على سطح الصورة
عذرا
انطباع أولى شخصى لرؤى شخصية
سأحاول القرآءة قريبا للرواية
عذرا للإطالة فى المرور الأول

يا مراكبي said...

أوافقك الرأي هذه المرة

فبعد تجربتي الحياتية أستطيع أن أقول بوضوح أن نُدرة الشيء لا تعني انتفاؤه من الحياة

فالحب موجود ومن المُمكن أن نجده ببساطة، أما الصعوبات فهي تتعلق بتفاصيل الحياة التي تصاحبنا سواء كان الأمر متعلقاً بالحب أو بغيره

Professional Blog Designs by pipdig