في لحظات كتلك , تعرف أن الغربة لها ثمن ما
لحظة تود فيها أن تحتضن شخص تحبه لأنه يمر
بمحنة
أو لحظة تعرف فيها أنك فقدت غالي و لم تكن
معه قبل لحظاته الأخيرة
عندها تعرف أنك في قارة أخرى , و أن فرق
التوقيت أمر واقع , لن تستطيع أن تغيره
و في لحظات أخرى خاصة بك , تعرف معنى الغربة
عندما تتعب فجأة وسط الليل و لا أحد بجانبك
كي يكون معك
و تشعر وقتها أنك وحدك , و أن المسافات حقيقة
المحبة أخذ و عطاء و أنا أؤمن بالمحبة
لأني وهبت كثير منها بحياتي , بشكل يجعلني
محظوظة لدرجة قد تثير الغبطة أو الغيرة
و يجعلني ثرية بطريقة أعطتني القدرة أن
أستغني عن كل شيء
لكني تعلمت أن أعطي , و بصدق
و لم أزل أوهب المحبة بشكل استثنائي و لم أزل أحب
و لأني دوما أكبر سنا منهم , و لأني الكبرى
بين أشقائي
لا إراديا أدعوها "صغيرتي" , لأن قلبها أبيض
كأنها لم تزل بعد طفلة
و لأنها صغيرتي فعلا , لكنه الموت يصبغ محيطها
بسواد الأسى
و الصدفة الغريبة أن بدء ما قربنا كان الموت!
و هؤلاء الذين تجمعهم المحنة لا يهزمهم شيء
فلقد حمى الوطيس على المعدن و أصقله
و ها هي محنة أخرى
و أنا بيني و بينها , الغربة
تلك التي وعدتها يوما أني لن أُشعرها بها , و
نفذت وعدي قدرما استطعت
لكن الموت حقيقة أكبر مننا جميعا
و تلك الحقيقة التي أؤمن بها أكثر من أي شيء
آخر هي سري
إنني لم أدخر لحظة محبة , لم أدخر لحظة عطاء
و لقد حمدت الله على كل لحظة
لذا دوما أنا مبتسمة
لذا في البعاد الحتمي أعزي نفسي
بأن آخر مرة لنا معا قبل سفري , كانت هي معي
ببيتي , و لقد تناولنا الإفطار في شرفتي الصغيرة كما وعدتها
و لو أني هناك اليوم , لأخذتها بعيدا عن كل
الأسى
و اليوم أكره أني لا أملك سوى الكلمات
فهي مثلها مثل كل شيء افتراضي أنتقده
و أنها قد لا تكفي تلك الصغيرة
عزائي الوحيد كعادتي أني لم أدخر شيء لما
أسموه الغد
و أنه عندما أتاني لم يجد ما يأخذه مني
فلقد أعطيت كل ما وُهبت و حمدت على كل ما
أوتيت
لأني أؤمن حقا بالموت
1 comment
" لكن الموت حقيقة أكبر مننا جميعاً
عزائي لك
Post a Comment