ارتديت ثوبي الأسود و تزينت. و أنا
أنهي زينتي تطلعت لنفسي في المرآة منتظرة له أن يدخل و يراني و أرى نظرة عينيه عندما
يراني كي أعرف إن كنت أبدو جميلة أم لا
رغم ثقتي أني جميلة إلا أني كنت أحب ابتسامته تلك عندما يراني بعدما أفرغ , ابتسامته
تلك التي يغالب بها غيرته , فأعرف أني قد أحسنت اختيار ما أرتدي و أتقنت زينتي.
دخل من باب الغرفة و هو يسألني إن كنت فرغت و عندما تطلع إلي ابتسم
ابتسامته التي أعرفها فقلت بجذل
" شكرا"
قال لي
" شكرا على إيه و أنا قلت حاجة ؟"
ضحكت و لم أعقب و جلست على طرف الفراش كي ألبس الصندل العالي و أنا أربط
خلخاله , سألني و هو يربط ربطة عنقه
" هتشوفي ناس مهمة النهاردة ؟"
قمت و مشيت ناحيته بصعوبة قليلا , فلا أحب الكعب , أنا التي تفضل السير
حافية معظم الوقت, لكني وصلت له قبل أن يبخ العطر على ذقنه و خطفت قبلة سريعة و أجبت كمشاكسة
" أنت أهم من كل الناس"
لم أنتظر رد فعله , سرت باتجاه الباب بثوبي المحتشم جدا , الذي يخفي كل شيء
لكن لم يزل شيء ما , يجذب الناظر كي يتخيل ما لم ينكشف
ذلك الناظر الذي يغار هو منه دائما , و أعرف , لكنه لا يجد ما قد يعترض عليه ,
فيصمت
أذكر أول مرة خرجنا معا عندما أخبرته أني أكره الرجل الذي يباهي بامرأته ,
الرجل الذي يختار امرأة أو لا يختار أخرى بناءا على ما قد يراه الآخرون في اختياره , أن يشغله كيف سيقيم المحيطون امرأته ,بالسلب أم الإيجاب , كما أكره الرجل الذي يبالغ في غيرته على امرأته متناسيا أنها
معه بكامل إرادتها و طالما تحترمه لا يجب أن يفسد الآخرون عليهما صفوهما.
سمعني يومها و لم يرد , ثم بعد شهر
من خروجنا معا , عندما قبلني أول مرة , قال لي و يده ممسكة بذقني الصغير و عينيه
بعيني و كأنه يرد على ما قلت سابقا
" الضعفاء بس اللي عيونهم
قلقانة بعيون الناس "
عينيه بثباتها صارت لي أرضا, صارت كل شيء, و لم أستطع الرحيل عنه أبدا و لا
أردت و لو للحظة
لكن عيون الناس كانت تقلقه أحيانا و خصوصا عندما يستشعرها تحاصرني , و كان
يبتسم ابتسامته تلك , و هو يتنهد, و كأنه يقول لي
" و بعدين معاكي ؟"
و كلما ابتسم ابتسامته تلك تلاشت كل الموجودات حولنا , و كأن لا يراني أحد
سواه
و إن نظر هو إلى سواي , كنت أفعل تلك الحركة التي كانت تثير ضحكه , عندما
أخرج طرف لساني و ألمس به شفتي العليا ثم أبتسم تلك الابتسامة التي يقول لي أني
أتعمد جعلها صفراء
و كل مرة بعدما تمر اللحظة تلك التي تكلمها فيها إحداهن أو ينظر فيها
هو إلى إحداهن , كان ينظر لي ثم يضحك و كنت أضحك معه
و أميل عليه قائلة مغيظة
" الضعفاء بس اللي عيونهم
قلقانة بالناس , الأقوياء خارج مقاييس المنافسة "
ثابتة كأنثى و هو يعرف هذا و كم قال لي أن هذا من أكثر ما يعجبه بي
في الحفل دخلت امرأة , وصف جميلة أقل ما يقال عنها , من الممكن و بحيادية
أن نقول أنها خلابة, ترتدي ثوب أسود مكشوف الظهر , و تنثر عطر , ميزته أول ما
تنسمته , آخر ما أنتجت جوتشي
نظر هو لها مثل الجميع و هي تخطر وحدها بثقة التباهي, كمن يأتي متأخرا ,
لأن هذا أوانه كي تلحظه الأبصار
ثم نظر لي فضحكت و كأني أقول له
" دي هعاكسها معاك"
في الفاصل وقف حولي ثلاثة رجال , و كنت أتحدث بطلاقة , و قد كان فعلا لقاء
مهم مع ناس تهمنا
وقف هو بجانبي , صامتا ,
يرقب أحد الثلاثة و هو ينظر لي شاردا لا يسمع نصف ما أقول و يركز في حركة
كفي و شفاهي
قبل أن تمر اللحظة أنهيت حديثي بمزحة تتعلق بالموضوع الجاد الذي كنا
نناقشه كي أخفف من حدة طبيعة النقاش العملي و لا إراديا بينما نضحك ,وضعت كفي على ظهره , و
فردته بطريقتي تلك , التي أحاول فيها أن أخبره بكفي كلماتي تلك التي لا أنطقها .
لا
إراديا زفر و اقترب مني خطوة واحدة , و استشعرت أنه كاد أن يحيط خصري , لكنه لم يفعل , كان يغار من أن هذا ,
يحدد شكله , كنت أعرف
يحدد شكله , كنت أعرف
كعادته وضع كفه خلف ظهري قريبا جدا , دون أن يلمسه
عندها كانت المرأة الخلابة تتجه صوبنا , عرفنا عليها أحد الرجال فبدأت
الحديث معنا و أثنت على تنظيم الحفل
فشكرتها و أثنيت على أناقتها
خطفت ابتسامتها الأنظار فمال علي هو لحظتها و همس بأذني فأومأت برأسي
موافقة
في طريقنا للبيت , نظرت له و هو شارد فوضعت كفي على كتفه و فردته بطريقتي
تلك التي أخبر فيها بيدي كلماتي تلك التي لا
أنطقها
فرفع يدا من على المقود و أمسك بكفي قبله ثم وضعه على صدره فابتسمت.
3 comments
أحببت تفاصيلك الصغيرة والقبلة علي الكف .
كل سنة وأنتي طيبة بمناسبة عيد الحب المصري):):***
جميلة اوى
القصة دي حقيقية
حصلت معايا أنا شخصياً
!!
Post a Comment