مدونة حكايات فريدة

ندى 3


ويجب أن أسميها قصة لأنها قصة فعلا.... قصه تجنبتها العمر كله و حدثت لي في عمر لم أكن لأتوقعه... غريبة تلك الفتاه .. استطعت طوال سنوات شبابي و اندفاعي أن أحافظ على توازني و جائت هي في عمر الحكمه لتفقدني إياه.... لقد أحببت تلك الفتاة .. أحببتها فعلا.. و هذا الحب ليس بمراهقة متأخرة كما يسميها البعض فلست أنا من حـٌرم بشبابه كي يحاول أن يعوض بخريف عمره



و انا لم أكن أشعر أني بخريف العمر سوى عندما أحببت ندى.. فأنا رجل لاتنقصني جاذبيه أو اهتمام بالنفس



و نحن لا نشعر حقا بأعمارنا و بالسنوات التي تمر ... فالأرواح لاتشيخ... ربما نشعر بالعمر عندما نرى من هم اصغر مننا سنا



أو نقع في حبهم

و انا اعترف اني وقعت في حب ندى .... و كان تقاربنا بعد أن توسطت بينها و بين والدها هو ما أزكى هذا الحب و جعله يتأجج اكثر في قلبي

لقد تحرك قلبي ناحيتها منذ جلست و تحدثت معها فكم كان فكرها منظما و كلماتها مقنعه و نضج أفكارها يجعلك تحترمها

شرحت لي في بساطة نظرتها لرجل لا يمانع ان يتزوج بتلك السرعه و بتلك الطريقه رغم علمه و مكانته

و أن الرجل ان كان مثقفا و له فكر متفتح لن يقبل أبدا أن يتزوج امرأه عرفها خلال بضعة شهور ليأخذها معه للخارج و أن المرأه بالنسبة لرجل مثل هذا لا تعدو كونها مجرد سكرتيره يريدها لتكمل له ما ينقصه في حياته

حدثتني عن فكرها في الرجل و تصورها عن الزواج .. فجعلتني أحترمها و أحسد هذا الذي سيسعده الحظ بتلك المرأه الجميلة

عندها اقترب قلبي منها .. لكنها كانت هي من تقربت مني فعليا فأنا و لإظطراب مشاعري لم أجروء على هذا .. كانت هي من تسعدني ببسماتها و تحيتها و حديثها العذب و شربها القهوه معي عند زيارتها لنا

كان وجودها حولي باعث على الراحه و السعاده .. و كان صوتها في أذني يطربني كما تطربني أم كلثوم

كنت أنتظر مجيئها بلهفه تكاد تفتك بي

و أحزن لفراقها و و كأنها تنزع معها بالرحيل بعضا من روحي

صرت أحلم بها .. أحلاما مشبعه لروحي و رغباتي

أحيانا أحلم بها و هي ترفرف بين ذراعي كالملاك و تأخذنا نشوة الحب الى المنتهى في سمو و عذوبة

و أحيانا أحلم بها أحلام ساخنه عنيفه أكاد امزقها فيها تقبيلا و أراها منتشية تحت وقع مشاعري المتصاعدة

صارت ندى هي ندى أيامي

و لم تبخل هي علي بالقرب الجميل
كانت تمر علينا في الذهاب و الإياب و كسبت بجمال شخصها قلب زوجتي فصارت تعاملها بمودة وطدت العلاقه بينهما أكثر و أكثر

و أنا حظيت من ندى بالقرب و الصداقه الحلوة و الابتسامة الجميله
كانت تحكي لي عن كل شيء و تناقشني في العديد من الأمور
أدخلتني بسلاسة في عالمها الصغير فزادني هذا تعلقا بها
فقد كنت أستطيع أن أتخيلها في عملها و بين أصدقائها و تخيلت كل فرد في محيطها حكت لي عنه و صورته لي

كانت تعطيني كتب أقرأها و أعطيها من مكتبتي الشحيحه الكتب التي قرأتها في شبابي و أعجبتني.. و كنا نتناقش في الكتب و و يأخذنا النقاش لعوالم أخرى و يعرفني عليها أكثر و يقربني منها أكثر
و يقربني منها أنا الآخر
كانت جلساتنا معا هي اكثر ما يسعدني و كان للقهوة طعم آخر إذا ما تناولتها معها
و كنت اتناسى من حولنا و أشعر اننا جالسين وحدنا دون زوجتي او أمها أو والدها او اولادي
و كأن ما أنا و هي وحدنا نجلس و نتكلم و نتمتع بالوصل الجميل
و لم تحرمني هي من هذا الوصل الجميل بل زادته قربا

حتى صارت الظنون تشاغلني .. أو من الممكن ان تحبني هي؟؟

و لم لا؟؟... كم قابلت من نساء انشغلن بي و عشقنني

لما لا يكون سحري القديم لازال ساريا

و هل للحب معيار أو رادع

لماذا لا تكون هي الأخرى قد احبتني ... ما العجب في هذا؟؟ الم يداهمني حبها على غفلة مني و دون قصد؟

هكذا صورت لي ظنوني و منتني آمالي

لكني رغم ظني المتأرجح بين تأكيد و نفي لم أستطع أن أقدم على اية فعل أو اشارة أتبين منها صدق الظنون من كذبها

فالخوف من احتمال النفي ظل ماثلا امامي كشبح مرعب يهددني بالسقوط في ويلات الظلام بعد أن زارتني الشمس و سعدت بدفئها

و مرت الأيام و أنا منتشي بمشاعري ووجودها ... و غير قادر تلك المره على مقاومة هذا الحب أو صد تلك المشاعر

و في يوم من ذات الأيام و بعد عودتها من عملها مرت علينا لتلقي علينا السلام

جلست معي قليلا ثم لحقت بزوجتي للمطبخ

تاركة ورائها حقيبتها و ملف به أوراقها

لا اعلم لماذا وسوس لي شيطاني أن أقلب بين أوراقها

لتلفت نظري ورقة تبدو كخطاب أو خواطر لم اعلم

و قبل ان تتبين عيني من الكلمات فحواها.. سمعت صوتها و صوت زوجتي مقتربا و دون عمد مني و بحركه لا إراديه لا أعلم حتى الآن لماذا فعلتها و جدتني أدس الورقة في جيبي في عجلة و جائت ندى لتأخذ حقيبتها و أوراقها لتنصرف

و انصرفت بعد ما ألقت علي تحية و بسمة جميلة أشعرها دوما كالقبلة على الوجنة

و بادلتها البسمة ببسمة ارحب منها و أكثر دفئا و كأنني أحتضنها ببسمتي و كفها الرقيق بين يدي أود ألا أفلته

و انصرفت حبيبتي غير متنبهه لورقتها المفقودة و انتظرت أنا وقتا أختلي فيه بنفسي بعيدا عن أي عين كي أقرأ ما خطته ندى

و كان ما قرأته هو ما لم أتوقعه أبدا حتى و ان كنت قد ظننته يوما

...........................................................................
يتبع


10 comments

77Math. said...

رسالة عشق منها إليه؟

ربما

my dream said...

ربما رساله عشق لعاشق مجهول
يصعب الافصاح عنه
مع وافر احترامي
مروه

أنسانة-شوية وشوية said...

ربما تكون خواطر عن افكار تراودها وعن ما تحس به من نظراته اليها وخوفها علي مشاعر زوجته، او ربما لحبيب مجهول، او عن مشاعر اللاحترام والتقدير الذى تكنه له وانه اخ كبير

يا فريدة شغلتينا فين الباقي

دنـيـا محيراني(ايناس لطفي said...

فريده انا بكره الانتظار حرام عليكي انشريها كلها علي بعضها كل مره بتشوقني اكتر والفضول يمليء عقلي في معرفه الاحداث حرام عليكي بجد ده احنا اصحاب
تحفه يا بنتي والله هاقول ايه معنديش كلام تاني بس اكيد هي مفاجاه من العيار الثقيل هاستنا غصبن عني الباقي
نقطيني انت كده بكلامك وحكيك الرائع ده
وادي قعده احكي بقي يالاه
هههههههه

Ahmed Salem said...

Fareda, it was so short and so beautiful. Again nice details, strong descriptions and much better breath taking ending. Please keep this performance, and don't make us waiting for the next one.

Anonymous said...

فقط أريد أن أقول : عودا" حميدا" ، أما عن النص فممتع
خالد - قطر

!!! عارفة ... مش عارف ليه said...

في إنتظار المزيد وأرجو أن

لا يطول الإنتظار طويلااااا

البناء الدرامي جيد

وتطور الأحداث منطقي ويتم في سياقه

إلى للقاء .. مع الجزء التالي إن شاء الله

تحياتي
وليد

حسن ارابيسك said...

احكي ياشهرزاد
قصصك الرائعة وحكايتك المثيرة
احكي ياشهرزاد لنا جميعا قصتك الجميلة اسلوبها الممتع سردها الراقي والمشوق لكل خلجات تلك الأنفس التي تتحرك امامنا هنا على سطح مدونتك الرائعة
نحن في انتظار البقية
تحياتي
حسن أرابيسك

daktara said...

الصياغة والكتابه اكثر من رائعة
خلتني اندم علي الفتره اللي انقطعت فيها عن زيارة المدونة

لم اقرأ سوي هذا الجزء واحب اعلق عليه قبل ما افهم القصة من أولها

اعتقد الورقة هي
ورقة زواج عرفي بينها وبين شخص أخر
:d
وش مستغرب

شكلها باظت
انظر حولك
د. خالد عزب

Anonymous said...

منتظرين باقى القصه
طريقتك جذابه وبالتوفيق وياريت بسررررعه

Professional Blog Designs by pipdig