مدونة حكايات فريدة

وجهة نـــظر




إنني أكره المسميات و التصنيفات البشرية... و هذا موقف شخصي لا يجوز الدفاع عنه فهناك الكثيرون ممن يحبذون المسمى أو التصنيف

بالأجنبي

label

أن يسير كل منا و على ظهره ملصق ما .. يحدد صفة ما أو هوية أو ديانة أو معتقد أو فكر

ملصق سحري يتغير ما كتب فيه بتغير الناظر إليه



لكني شخصيا لا أقتنع بهذا ... و يثير هذا التصنيف حساسيتي تجاه الشخص... لكن من أنا لأتكلم أو أحكم !.. فأنا و للأسف لم أحصل الثقافة اللازمة كي أفهم كل تصنيف على حده فلا أنا قرأت في الليبرالية و لا ذاكرت أسس الاشتراكية و لا أمتلك كتب عن الشيوعية و في الدين لم أفهم سوى قشور من فكر السلفيين و لم أقتنع كثيرا بنوايا الإخوان المسلمين و لم أقرأ كتاب كامل عن الشيعة

و لا حتى قرأت الفروق الكاملة بين المذهب الكاثوليكي و المذهب البروتستانتي و إن كنت قرأت عن نشأة الأخير

لذا من أكون أنا لأنتقد هذا أو ذاك؟

أقول هذا لأني ورطت شخص ما في نقاش طويل عن السلفيين و الإخوان و تمسك البعض بإطلاق اللحية أو تقصير الجلباب و ما إلى آخره من مظاهر التشبه برسول الله محمد عليه الصلاة و السلام

و كالعاده جاهرت برأيي البسيط المتواضع و هو أن الرسول نفسه عندما هاجر من مكة إلى المدينة آخى ما بين المهاجرين و الأنصار و كان كل ما حدث في ما بعد هو مجرد انصهار بينهما ..لم نسمع عن ارتداء الرسول شيئا مخالفا لعصره و لا ميز نفسه بمظهر معين هو و المسلمين عن بقية العرب

على حد علمي عاش العرب المسلمون كبقية العرب في بيئة اجتماعيه واحده .. اللهم ألا هجرة كل ما حرم الله عز وجل

لم يميزوا أنفسهم كطائفة بشكل ظاهري صارخ و لافت للنظر على العكس اندمجوا و توسعوا و فتحوا بلاد في ما بعد و على حد علمي صرحوا بحرية الأديان و لم يهدموا الكنائس و لا أجبروا غير المسلمين على اعتناق الإسلام

!!

أصل الدين .. أي دين كان مسيحية أم إسلام أم حتى يهوديه ..هو الجوهر لا المظهر


رأى محاوري أني لم أقرأ عن من أتكلم عنهم بما يكفي لأحكم فالسلفيين مثلا لهم في مظهرهم غاية و هدف ...و من العيب أن أعمم و أفترض في المتشدد في مظهره عيب في جوهره فأنا لم أطلع على خبايا النفس و لن أحاسب البشر


رأيت في كلامه وجهة نظر ففي النهاية مازلت أنا جاهلة بالكثير لأحكم ... لكن هل يلزمني العلم كي أرى أحوالنا أو اشعر بالتعصب المذموم و هو ينتشر من حولنا كالسرطان !!؟

كلا .. أنا أرى أنه من الأفضل أن أصمت و أقرأ أكثر و كل منا يجب أن يفعل هذا .. يقرأ أكثر و يتعلم أكثر و عندما يتعلم شيء ما سيكتشف جهله بشيء آخر فسيذهب للقراءة عنه فيكتشف شيئا آخر و يظل يحاول أن يعرف أكثر كي يحكم و لن يستطيع أن يحكم لأنه لن يصل إلى المعرفة أبدا

و هذا هو عيب التعصب و المتعصبين إنهم يدعون أن تصنيفهم هو هو الصواب الحق و تدور ثقافتهم و فكرهم حول ما يخدم مبادئهم هم و كل الأفكار المعادية لفكرهم تــٌهاجم أو تــٌحجب

و تلك هي ديكتاتورية التعصب التي يجب علينا التحرر منها لنسير نحو نور المعرفة

لكن كيف السبيل إلى هذا .. كيف نصل للحرية الفكرية دون أن نصل قبلا للحرية السياسية؟

لكن تلك قصة أخرى يهتم بها الساسة لا المهتمين بالفكر أمثالي

فأنا تلك الأيام أقرأ لأعرف .. أقرأ عن الأدب لأني اكتشفت أني أكتب رواية دون أن أقرأ عن أصول الكتابة .. و في حوار بيني و بين صديقة أحترمها و احبها كثيرا و هي أستاذة في الأدب .. شرحت لي فن عمق الكلمة فجعلني هذا أكتشف أني لم أعرف ما يكفي عن الكتابة و أنه يجب علي أن اعرف...كي أصير كاتبه كما أتمنى و أني إلى الآن لم أتم رواية واحده و هذا يعني أني لم أحمل مسمى كاتبه بعد كما أني اعتزلت مهنة الصيدلة أيضا منذ فترة لذا من الإجحاف أن تطلقوا علي لقب صيدلانية

و هذا يعود بي لما أخبرتكم عنه في البداية .. أني أكره المسميات و التصنيفات البشرية.. و أخشى ما أخشاه أن أعيش و أموت دون أن احصل على تصنيف ما يكتب على الملصق الخاص بي

ربنا يستر






2 comments

السنونو said...

الحكم على الآخرين وتقبل أفكارهم لا تحتاج لدراسة تحتاج فقط لوعى وتربية نفس بتقبل فكر الآخر كما هو طالما لا يمسنى ولا يمس حريتى بسؤ
نحن نفترض فى أنفسنا أننا نتقبل الآخرين لكننا وبدون أن نشعر نظبط أ،فسنا متلبسين بالفعل الفاضح بالنبذ لهذا الآخر ولو نفسياً على الأقل
ربما لأننا نخاف إن أظهرنا تقبلنا له أ، يبدأ فى فرض سيطرته علينا تماما كما يحدث لنا عند محاورة من يسمون أنفسهم سلفيين أو إخوان أو غيرهم
للأسف التصنيف يضيع الكثير من وقتنا ومجهودنا فى محاولة إثبات أننا على صواب أو هم على خطأ وعلى ناحية أخرى من يحاول أن يفكر بحيادية تامة أو يبحث عن الحقيقة يتجه للدراسة أو البحث بدقة ليجد نفسه يغرق بداخل كل مذهب أو تصنيف بالعديد من النظريات المتضاربة أحيانا
لماذا لا أكون أنا أنا وأنت أنت ونسير جمباً إلى جمب
فى كل الدنيا تنوع التصنيف يخلق حالةابتكارية حيث باتحادهم يخلق الشئ المتكامل
لكن عندنا تحديداً التصنيف مدعاة للتفرق والتشتت

Amira said...

السنونو

صدقت و خصوصا في جملتك الأخير .. إختلافنا يعرقلنا و لا يفيدنا

تحياتي لك

Professional Blog Designs by pipdig