مدونة حكايات فريدة

رسالة




حبيبي

كنت دوما تردد لي أنك تخشى علي أن تكون أنت السبب في رحيلي عن هنا .. و كنت دوما أجيبك ألا تقلق فأنا لن أتخذ أبدا قرارا غير مقتنعة به و أنك لست السبب .

و أن سنوات الغربة أتعبتني فعلا... و أني يجب أن أرحل... واليوم و أنا أفكر في حزم حقائبي .. و أفكر بك .. أجد و يا للسخرية رحيلي لن تكون سبب رحيلي ... إنك ستكون سببا لبقائي
قد يبدو كلامي غير مفهوم.. لكني أعرف أنك لو تفكرت للحظة ستفهمه.. إنني أعرف أني أن رحلت عن هنا و أتيت إليك.. إني سأنجرف أكثر و أكثر في حبك .. لن أستطيع مقاومتك أكثر من هذا ... أنت تعلم ..و هذا هو أكثر ما أخشاه عشقي لك و انجرافي نحوك
لن أستطيع .. لن أستطيع ألا تتواجد أنت في أيامي أملأ بك كل دقائقي الخاوية .. الغربة الطويلة و ما مررت به قبلك .. كل هذا سيدفعني لارتشافك .. لا على مهل و لكن بنهم .. نهم العطشان
إنني أكاد أن أتصور حياتنا معا من الآن... عندما ألتقم شفاهك الصغيرة كما أحب أن افعل كل صباح ... عندما أجعل من صدري وسادتك كل مساء و تكمن راحة أناملي في العبث بخصلات شعرك
عندما أقتحم عليك مكتبك.. و احتضنك من الخلف فقط لأشعر وجنتي على وجنتك و تنهرني أنت و تطردني لأن ما أفعله يثيرك و أنت تريد التركيز و أقسم لك أني لم أرد سوى شعور وجنتك على وجنتي و أخرج و أنا مغتاظة
كنت و مازلت دوما سهل الاستثارة... حتى في الغضب و هو اشد ما أكره بك... غضبك و عصبيتك التي تحولك لإنسان آخر لا أعرفه
كم مرة تشاجرنا و تخاصمنا بسبب عصبيتك
و كم مرة أقسمت أنا ألا أعود إليك بسبب بعدك عني
أنت تعرف أني لا أحب البعد فأنا تلك المرأة التي تحب أن يظل عطرها بأنفك معظم الوقت فالذكريات بدون رائحة ذكريات باهتة و الحياة بدون ذكريات القرب حياة خاوية
لقد عشت الغربة و الوحدة و البعد.. حتى صرت رغم اعتيادي عليهم أمقتهم
و أنت بظروفك التي يعلمها كلانا .. لن تستطيع أن تنحي عني أشباحهم جانبا ... سيظل كل منهم حولي .. في بعدك ... في وحدتي .. في غربتي عنك و في أنانيتك
أنانيتك هي أكثر ما باعد بيننا دوما .. أنت أحيانا يا حبيبي أناني بشكل يوجع... لكن لأني عشقتك تحملت تلك الأنانية طويلا
لكني يا حبيبي لم أعد شابة .. و الدنيا أنهكتني .. و ما مررت به يجعلني أود لو تكون أنت أكثر عطاء و أكثر تفهما
أعلم يقينا أني عندما أعود.. سأسعى لالتهامك ... إن صح التعبير.

لن أترك لك لحظة و لا لمحة دون أن أضع بها بصمتي.. يوما ما قلت لي عقب مشاجراتنا الصغيرة.. يوم غرت علي.. هل تذكرها ؟؟؟.. قلت لي أن الحب عندك امتلاك... أنا الأخرى حبي امتلاك... و هذا عيب في ... عيب لم أستطع أبدا التخلص منه .. و يوم أعود إليك و يملك كل منا الآخر حقا دون مسافات و سفر و بعد .هل ستنجح علاقتنا بهذا الشكل .. إننا تشاجرنا كثيرا في البعد .. و بيننا أميالا تفصلنا.. أخشى في القرب أن يخسر كل منا الآخر
أنت وطني الأخير
كل ما أملك .. بعد سنوات من الغربة و الألم.. لم يبق لي شيء .. سوى ذلك الشعور الذي أشعره تجاهك.. إن رحلت عن هنا و أتيت إليك و فوجئت أنه .. لا وطن ... ماذا سأفعل؟ .. إلى أين سأرحل من جديد؟
قلت لي يوما أنك تخشى أن تكون سبب رحيلي
و أنا أقول لك اليوم أنك ستكون سبب بقائي
فأنا أعرف جيدا .. أني عندما أحزم حقائبي لن أستطيع الهبوط بأرضك و الاستقرار بها
إنني لم أشعر بالأمان معك أبدا يا حبيبي و أنت تعرف لماذا..و المرأة تحتاج الأمان و الاستقرار قبل الحب أحيانا
اختلاف ظروفنا و طباعنا هددت حبنا طويلا
و أنا رغم أني أريدك أكثر من أي شيء آخر.. أظل أخشى أن أصل إليك فأجدك سرابا
و أني إن ألقيت بأمتعتي عندك دون أن أستقر بك ... سأخسر الكثير 

 ليت لما أسافر قط.. إنك تسافر و تظن أنك ستعود قريبا ثم تسحبك السنوات دون أن تدري
الغربة لم تعد شبحي يا حبيبي .. لقد صارت قدري
ليتك تستطيع وعدي بوطن
ليتك كنت وطني.. لكنك لم و لن تكون .. الأمر أكثر تعقيدا من أن نسرد في رسالة.. كل ما أود إخبارك به أني لم أحجز تذكرتي بعد
و أني محتارة
و أني أعشقك

1 comment

فاتيما said...

الله يا فريدة

ناااااااااعمة كلماتك قوى
و الأرق الاحساس اللى فيها

كام جملة و سطر وقعت عليهم عينيا ووقفت عندهم
و قولت انا دى

هيا ازاى فريدة
قدرت تلمسنى كدا



الرسالة دى
قمة ف الصدق
و الرومانسية
و الوله
و الخوف
و الحب
يا حبيبتى


هيا بتعشقه
و لسه حبه
منهزمشى قصاد الأنانية

انا لو منها
اخليها تستنى
لجولة اخيرة
يمكن
لعل و عسى


كام مرة اقولك
انك انسانة فريدة من نوعك ؟!!


دمت بكل الود و الرضا

Professional Blog Designs by pipdig