مدونة حكايات فريدة

خيوط حريرية

 

مال عليها هامس في وله " لا أستطيع العيش بدونك .. لا أريد العيش وحدي .. لا ترحلي"
ربتت على وجنته و هي تبتسم ابتسامة تحمل في باطنها مكر لا تشي به ملامحها الطيبة, اغمض عينيه في تسليم و عندما فتحهما كانت قد اختفت
....
برأس مائل تأملت أطراف الخيوط الحريرية بيدها , و أخذت تحرك أصابعها في جذل طفولي .. بينما هو على أقصى الطرف الآخر للخيط يتحرك مع حركة أصابعها العشوائية الغير مدركة
....
بين تغامز و لمز سمعت حكايتهما .. نظرت إليها بتمعن كي أبصر سرها .. عرفت أنها , مثل كل أناني .. عندها ذلك اليقين الذي لا يتزعزع بأن وجوده عند الطرف الآخر للخيط أمر مسلم به
....
كان غاضبا  يتفوه بالكثير في حنق و بدت خطواته – و يا للغرابة- و كأنه يرقص!!.. سمعته أنا بنصف أذن و رأيته بعينين .. فلقد كان السكين بيده و الخيوط الحريرية تحيطه من كل جانب لكنه بدلا من أن يقطعها فوجئت بنفسي أبصره يقطع شريانه
!!
..............................................................
الأناني لا يرى سوى نفسه .. حتى و هو يتطلع إليك, لا يرى على صفحة مرآك شيئا سوى انعكاسه
الأناني عندما ترتبط به و تُسلمه قيادك لا تلوم سوى ضعفك
يلاعبك بذكاء شهوته في الأخذ و تستسلم أنت بجبنك
تظل أنت دائما معلقا في الطرف الآخر لخيط حريري كان بإمكانك قطعه بسهولة و لكن لخلل ما بشخصك .. لم تفعل

كنت أود كتب حكايتهما لكنها بدت لي محيرة للغاية .. ففي ملامحها رأيت أطيافا لرجال و نساء كثيرون
 و في حركته الغريبة التي تحتار في تمييزها إن كانت رقصا أم انتفاضة احتضار رأيت آثار أقدام أخرى عدة متعثرة بخيوط حريرية شفافة

تتلخص الحكاية في عبارة واحدة
لقد كسبت بأنانيتها زوجا و خسرت في المقابل حبيب مخلص و خسر هو بضعفه حريته و كسب في المقابل خيط حريري يلزمه لشد ساعديه المتخاذلين  

2 comments

يا مراكبي said...

وما الفائدة إذاً حين تكسب المرأة زوجاً وتخسر حبيباً؟

تماماً مثلما نمتلك الأموال التي تجعلنا نتمكن من العلاج في أفخم المُستشفيات .. لكنها لن تمنحنا الصحة

Amira said...

القاضي

ليت كل النساء تدرك
لو تتخيل كمية الحكايات التي رأيتها و يدفع فيها كل الطرفين ثمن عدم ادراكها لتلك النقطة تحديدا

Professional Blog Designs by pipdig