مدونة حكايات فريدة

حبة فوق و حبة تحت





 قبل يناير 2011
مية ألف حاجة ما كانتش عاجبانا , بس كنا بنتكلم مع بعض و بس.

المواصلات العامة , المستشفيات , الطرق , التعليم ...... إلخ

بلد محدش فيها بيحاسب حد و ملايين بتتصرف على حاجات ملهاش لازمة و كل الحاجات الغلط محدش بيصلحها ّ!

 و تحصل حوادث قطارات و تغلى الأسعار عمال عمال على بطال و آخرة المتمة , احتكار الحديد و أسعار البيوت ولعت , و ضرائب على ده و رسوم على ده , و احنا نشتم و نبرطم , و نزهق و بس.

أصل مفيش أحزاب معارضة و مفيش مكان معين تقدر تقدم فيه شكواك و توصل للي فوق !

اللي فوق اللي احنا مش عارفين هما بيعملوا فينا كده ليه و هيفضلوا كده لغاية امتى ؟ بس مفيش لا تجمع سياسي و لا حزب و لا جهة مختصة , و أدينا كنا عايشين و كانت ماشية.

الوحيدين اللي كانوا على الساحة , جماعة الإخوان المسلمين المحظورة , هي كان اسمها كده.

الجماعة دي أفرادها كانت بتعتقل فعلا و كان فيه منهم كتير بيترشح لمجلس الشعب و الانتخابات كانت بتتزور ضدهم .

و كانوا موجودين و فعالين و ليهم نشاطات معظمها خيرية .

الإخوان كانوا ما بينا , عارفين بوجودهم , بس بالرغم من اننا احنا كمان مش طايقين عمايل الحكومة و الناس اللي فوق , إلا إن مش كلنا كان عندنا استعداد ننضم لحزب المعارضة الوحيد اللي على الساحة
الإخوان كانوا ما بينا و مننا زي ما الحكومة برضه كانت ما بينا و مننا , كلنا مصريين في بعض.

و احنا بقى الناس العادية اللي هي لا مع دول و لا مع دول , كنا عايشين و كانت ماشية.

يمكن مش ماشية قوي , يمكن كانت بتعرج , ووقفت فجأة يوم 28 يناير لأسباب كتير , المهم انها وقفت و إن الدنيا اتغيرت, أو كان المفروض تتتغير.

النهاردة تحديدا نتيجة أول انتخابات رئاسية  حقيقية في مصر من زمن طويل.

مقدرش اتكهن بالنتيجة لأن تخميني مش مهم , بس اللي الأحداث اللي فاتت بينته , إن اللعبة لسه ما بين الإخوان و الناس اللي فوق
و ده طبيعي لأن الإخوان بقالهم سنين معارضين و ليهم نشاط سياسي , و منظمين .... الخ

و احنا تحت , و اتحطينا في موقف لا نحسد عليه , احنا لو كنا كلنا عاوزين نكون اخوان , كنا بقينا من زمان , من قبل الثورة
و لو كنا مبسوطين من الناس اللي فوق مكناش دعينا عليهم ليل و نهار مصيبة تاخد أجلهم على اللي عملوه فينا.

و مكنش فيه أحزاب سياسية قوية في عهد مبارك لأنه كان مانع ده , و كل الأحزاب اللي على الساحة دلوقت يا دوب بتقول يا هادي.

و احنا أصلا مش بنمارس سياسة , لأن نظام مبارك كان حريص ا ن ده ما يحصلش , احنا يادوب كان آخرنا نبرطم و ندعي على اللي ظالمنا.

و الدعا استجيب و فجأة الدنيا اتغيرت , بس الدعا لوحده مكنش كفاية , لأن ما بعد استجابة الدعاء كان موقف لازم نتعامل معاه.

إننا نحدد هنعمل ايه في الموقف اللي في النهاية بقى ما بين منتخب محسوب على منظومة مبارك البائدة و منتخب تاني من جماعة الإخوان المسلمين!

و كأننا بندفع تمن سلبيتنا سنين طويلة , و لا و كأننا ليه ؟, هي كده فعلا.

نعمل ايه دلوقت ؟ نقول مش لاعبين ؟ ما هو احنا اللي في الأساس بيتلعب بينا.

احنا اللي اللي العين علينا , احنا البلد أصلا اللي هما بيتخانقوا عليها
البلد مش اسم و لا أرض و لا علم , البلد هي الناس اللي كل يوم بتشتغل , عشان تفضل مصر , مصر.

اللعبة كلها لعبة اقتصاد ,  و مصالح قوى بس دي نقطة تانية , هتكلم فيها في مقال تاني.

نرجع للوضع الراهن , الناس انقسمت , ناس مش عاوزة الإخوان و ناس عاوزاهم !

و اللي مش عاوزين الاخوان نفسهم انقسموا , منهم اللي عاوز " أحمد شفيق " و منهم اللي مش عاوزه !

و لأن كلنا في الأصل مصريين في بعض و المرة دي الحكاية مش مستعمر أجنبي هنتحرر منه و لا أتراك هنطردهم
البلد واقفة على شفا حفرة من النار.

و أيا كانت النتيجة , هتولع !! , أصل دول مصريين و دول مصريين و دول جوة البلد و التانيين برضه !

هنروح من بعض فين ؟ البلد بلدنا و الخناقة خناقتنا , و للأسف مفيش سكة تالته.

المشكلة الأكبر بقى إنه من ساعة الانقلاب العسكري سنة52 و اللي قام بيه الجيش المصري , و خلال السنين دي كلها " داخلين على ستين سنة أهو " الجيش هو السلطة الأعلى في البلد.

و التلات رؤساء كانوا منه , يعني السلطة عسكرية , و آه التلات رؤساء و خصوصا آخر واحد عملوا في مصر جرائم أسوأ من جرائم الحرب.

و أيوه هم الناس اللي فوق , مش غصب عنا , لا ,بكامل إرادتنا  أو سلبيتنا, و هم أصلا مصريين و اسمهم السلطة العسكرية اللي المفروض انها حامينا.

و هو ده الواقع , و دلوقت في ناس شايفة , إن التمرد على السلطة العسكرية هو الحل !

طيب لو ده حصل فعلا , أولا هيحصل ازاي ؟ ثانيا , الحكاية كده هتتقلب شعب قصاد جيشه !

التكهنات كتيرة جدا اليومين دول , أصلا ممكن التاريخ يحكي إننا أكتر شعب استخدم الانترنت ووسائل الإعلام لممارسة السياسة.

و أنا زمان كتبت مقال بقول فيه ا ن دي ممارسة زائفة , بس اللي حاصل فعلا ا ن ده هو الواقع , كلنا محللين سياسين و كلنا قاعدين نتوقع و عندنا كمبيوتر و موبايل و أي باد و أي فون و تلفزيون و كل حاجة ممكن نقعد فيها كده حاطين رجل على رجل و نحلل !!

معلش معذورين , بقالنا عمر البلد بلدنا و ملناش فيها كلمة و لا رأي
و دلوقت احنا بنتكلم و بنتكلم كتير , كتير أوي , و ووسط الكلام بنتوقع اللي ممكن يحصل.

ناس تقول ان السلطة العسكرية هتفضل مسيطرة على البلد و ناس تانية ضد السلطة العسكرية و عاوزة تعمل أي حاجة عشان تتخلص منها.

المشكلة ان دخول الإخوان في الصورة قسم المشهد , ما هو احنا مش كلنا اخوان و لا احنا عسكر.

طيب المشهد بيفرض عليك تختار , يا أبيض يا اسود ؟ , طيب الرمادي يعمل ايه ؟

اكتشفنا انه مفيش رمادي , الرمادي ده هو اللي بيفضل في النص و يعلم عليه اللون اللي هيغلب و هي دي قوانين الحياة.

أما بالنسبة للناس اللي تحت , فمنهم وقود الفتنة أو النار أيا كان مسببها و دوافعها و في كل الحالات , هم اللي هيدفعوا تمن كل حاجة.

و ده طبيعي , ما هو مش ممكن ستين سنة تحت و نلاقينا فوق في لحظة !

الأحد 24 يونيو التاسعة صباحا , الأسكندرية.


No comments

Professional Blog Designs by pipdig