مدونة حكايات فريدة

ما بين الشطرين





صديقتي

ألم تخبرك الأيام شيئا عن الشعراء؟

ألم تخبرك قصائدهم أن ملهماتهن ينتحبن خلف ستائر النسيان

ألم تعرفي من طول عشرتك معي, كم هو خطير جدا, الوقوع في حب أمثالنا

عندما تشعرين وكأنك تمسكين السماء, بينما يديك مطلقة بالهواء

عندما تؤمنين أنك الأروع و الأجمل و الأرقى

و أن كل ما عداك سواء.
و نحن لا نكذب عزيزتي, إن محبتكن سهلة

 و المحبة بالأصل بالنسبة لنا دنيا
غير دنياكم

و الفراشات تعلق بين خيوط العنكبوت غير المرئية و تظل عالقة

و عندما تفلت يظل بعض من الخيط ممتزج بتلك الألوان الرائعة

التي نراها نحن قبل أن تدركينها أنت, إن نظرت للجناح

المحبة سهلة عزيزتي و من أجلها جُعلت القوافي

 و النظم و النثر كلاهما, انعكاس لبعض مما يحدث بالفعل

لا أحد يدري الحقيقة كاملة صديقتي

 و لقد صرت أنأى, لأنهم يهتكون الخيوط الواهنة

و لا أحد يبقى أو هذا ما أردده لنفسي

 و تخبرني هي أني أنا من أطردهم لكني لا أعترف بهذا

و أهز أنا كتفـيَّ  ببساطة كعادتي

و أقول أني تركتهم يرحلون, و أخفي أنهم أبدا لا يرحلوا
لكن ظلالهم تُخبر الآخرين بحكايات لم تحدث

لأن أحدا منهم لم يرني , لذا أنا لم أستكن بعد و لم أصمت

و المرة الوحيدة التي صمتت فيها أخبرت عنها بلا وجل, و ما الذي يضيرني؟

فلقد قالوا أن محبتي سهلة بطريقة غير متعمدة
و ليس على العشق حرج

لكني أبدا لم أكره نفسي بالقدر الكافي كي أتركها للغرور يصبغها بألوانه الزائفة

أحب فطرتي

أحب نفسي بالقدر الكافي كي أعترف أني لست الأروع و لا الأجمل و لا الأرقى

و أنه يوما ما كل شيء سيذوى و سأبقى أنا معها أحبها و أرعاها

للسبب الحقيقي الوحيد الذي يجعلها جديرة بأن تُحب 

و سيكون هو معي

ذلك الذي إن سألتيني عنه سأضحك ضحكتي العالية و لن أجيب
و لن تصدقيني, و لن يصدقني أحد

لكني أصدق

لأنه ثابت بالقدر الكافي كي يراني

و لأني معه أستكين, و أنا صديقتي تواقة لأن أستكين

و لأنه يعرف و لأني أعرف أنه يعرف.

فمن أجل المحبة أحبي نفسك, أحبيها بصدق

مثلما يجب أن تُحب

 أو لم تخبرك عشرتي شيء عن أمثالنا؟

أننا في النهاية نرحل عن من جذبهم الوهج

لأننا لسنا هذا الوهج حبيبتي, و لا نحن من حاك الخيوط

و انعكاسي في مقلتيك البريئتين لم يكن في الأصل سوى أنت و بعض مما هو أنا

بينما أنا شيء آخر, شيء يستفزهم , يثيرهم , يحيرهم

و لا يعترفون به و يحاولون إنكاره

و يجاهدون تحويله إلى شيء آخر, و لو في خيالهم

 لأن تلك الكذبة هي المسكن الوحيد للألم

لكنهم لسبب ما أو لآخر صديقتي يعلقون هنا

و لا يعترفون لأنفسهم أبدا بهذا

لا تعلقي أنت في أي مكان, كوني حرة

و اعلمي أن حريتي لن أقايضها بقوافي العالم

فأنا أحب نفسي كما هي, دون غرور

و هو يحبني بكل ثقة , لذا صغيرتي , أنا سأكون له

فأنا العالقة بخيوط عشقه, بوعي و دون أن أدري

بصمت و استكانة

لأنه اخترق الوهج و احتضنني و كان هذا كل ما يلزم

من أجل خاطري صدقيني, فأنا أبدا لم أتجمل

أحبي نفسك, و عندها ستكونين

أحبي نفسك, لا تحبي الوهج

...............................

اللوحة 

The Quarrel of Oberon and Titania (1846) by Sir Joseph Paton

No comments

Professional Blog Designs by pipdig