ملحمة الحرافيش
لنجيب محفوظ هي متوالية حكي تأخذك من البداية و تتابع تسلسل أحداثها و تعاقب أجيال
أبطالها حتى النهاية.
بين طياتها تجد
حكم بليغة مُلقاة ببساطة , في أماكن متعددة بالنص, سواء وسط حوار أو خلال سياق سرد
كعادة محفوظ في
كتاباته يمزج ما بين سخرية القدر من شخوصه و تحديهم هم لأقدارهم. لكن في الحرافيش
يظهر جليا مغزى موحدا طوال الملحمة, حيث يصور الكاتب طبيعة الشخصية المصرية التي
لا تتسم بالضعف قدر ما يغلب عليها سهولة الاستسلام, و كيف أن فساد الحاكم نبع في
الأصل من فساد المحكوم.
فالفساد لا يكمن فقط في البطش و لكن يدل عليه
أيضا , استمراء المهانة, بهذا المغزى الواضح قادنا "محفوظ" معه عبر
ملحمة الحكايات التي قسمها إلى تسع و فعل كما كان يفعل الراوي القديم للسير عندما
يجعل من المولد و الموت فواصل فيظهر تعاقب الأجيال و يستدرجنا الحكي بانسيابيته و
نرى شخوص الخيال مرأى المُتصوِر.
الأسطورة يصبغ بها
نجيب محفوظ واقعية عمله بلمسة جموح الميثولوجيا , حيث أساطير الخيال ترتبط بطبيعة
الثقافة المصرية, و لقد كان عاشور الناجي الذي اختفى على نحو غامض هو أسطورة العمل
الحاضرة الغائبة , حيث المغزى هو البحث عن البطل داخل النفوس المستسلمة بدلا من
الانتظار كي تقودنا البطولة.
الحرافيش هم المصريون
بحالهم, يختلف الزمن و تختلف الأسماء لكن يظل في توحد طبيعة المكان
"مصر" و هوية أبطال العمل " المصرية" ما يجعله يصلح لأي زمن,
سواء كان زمن الفتوات أم زمن البكوات أو زمننا الحالي .
..........................
من الرواية:
سحر العادة يفعل فعله بالخطب , يعاشره ويألفه و يهونه و يدفعه في تيار الأحداث اللانهائية فيذوب في عبابها.
.........
- من يحمل الماضي تتعثر خطاه
- و لكن هل يُنسى الماضي حقا؟
- أجل إن يكن من الخير أن ننساه
........
الانتظار محنة , في الانتظار تتمزق أعضاء الأنفس , في الانتظار يموت الزمن و هو يعي موته . و المستقبل يرتكز على مقدمات واضحة لكنه يحتمل نهايات متناقضة.
فليعب كل ملهوف من قدح القلق ما شاء
.............
لا دائم إلا الحركة هي الألم و السرور , عندما تخضر من جديد الورقة , عندما تنبت الزهرة , عندما تنضج الثمرة, تمحى من الذاكرة سعفة البرد و جلجلة الشتاء.
...........
و دهمتها فكرة متحدية تقول إن قلب المرأة هو ضعفها , و أن علاقتها بالرجل يجب أن تتحدد بعيدا عن الغريزة و القلب.
الحياة غالية مترامية الأبعاد لا حد لآفاقها و ما الحب إلا متسول ضرير يزحف في أركان الأزقة.
........
ليس أتعس من الحظ السيء إلا الرضى به.
........
- الشيطان ينتصر بالتسلل من نقاط الضعف فينا ,حبان يشكلان أضعف ما فينا , حب المال و حب السيطرة على العباد
- لعلهما شيء واحد..
- ربما المال و السيطرة ..
1 comment
Great quotes
Post a Comment