مدونة حكايات فريدة

آنا كارنينا مرارة النشوة





كتبت أميرة الشربيني

فيلم عمر الشريف و فاتن حمامة و زكي رستم, الشهير " نهر الحب" , في الأصل مبني على رواية " آنا كارنينا" للروائي الروسي العالمي " ليو تولستوي" و في كتاب " آنا كارنينا , مرارة النشوة " ل " جاري أدلمن" يكتب "وفقا لمذكرات زوجة تولستوي , أنه ذكر شخصية "آنا كارنينا " لأول مرة على العشاء, مساء فبراير الثالث و العشرين عام 1870 قائلا أنه يتخيل امرأة من نوع معين , متزوجة من الطبقة الأرستقراطية و ذهبت في طريق الضلال.و قال أن هدفه أن يجعل تلك المرأة جديرة بالشفقة , لا مذنبة "

تلك الرواية  استغرقت تولستوي حوالي خمس سنوات لكتابتها و تُعتبر عملا روائيا عالمي ووصف بالعمل الملحمي في الدراسات النقدية التي كتبت عنه, و هي ليست الرواية الوحيدة المنتمية للأدب الروسي و التي نالت شهرة عالمية , فمن المعروف بين أوساط القراء أن الأدب الروسي أدب قوي و عالمي , و لقد تواجد "تولستوي" في وقت القيصر "ألكسندر الثاني" و يعتبر حكم القيصر الممتد من 1855 إلى 1881 من أزهى عصور الرواية الروسية و خلال هذا الوقت برز روائيين عظماء مثل إيفان ترجينيف , فيودور دوستوفسكي و ليو تولستوي , مما أتاح للأدب الروسي أن يتصدر القائمة في الأدب الأوربي بعدما كان الإنجليز هم الأكثر تفوقا في الأدب في الفترة ما بين عامي 1590 و 1610.

"تولستوي " لم يكن فقط بارعا في الأدب لكنه كان شخص مختلف على المستوى الإنساني, فعلى الرغم من خلفيته الارستقراطية التي كان من المفترض أن تصنف فكره على انه رجعيا إلا أن تولستوي كان شغوفا بقضايا المجتمع , و كثير الاهتمام بوضع الفلاحين في بلاده و له أفكار تصب كلها في مفهوم العدالة الاجتماعية حيث يجب تقسيم الأرض على الفلاحين لدرجة أنه هو نفسه كان يريد أن يتنازل عن أرضه الخاصة للفلاحين لولا وقوف زوجته له بالمرصاد.

في بداية الدراسة النقدية " آنا كارنينا , مرارة النشوة " – باب الخلفية التاريخية , يشير الباحث أن تولستوي مر في المرحلة التي كتب فيها " آنا كارنينا" بأزمة منتصف عمر تتعلق بأفكاره حول الدين و لقد ظهر هذا في كتابه " الاعترافات " الذي كتبه بعد الرواية.

الرواية توصف بأنها مذكرات روحانية , لأنها مليئة بالحوارات الداخلية لبطلتها من أجل وصف أدق مشاعرها من البداية و حتى النهاية التي وصفت انتحارها كما أن الرواية تناقش أفكارا عدة حول الزواج و طبيعة علاقة الرجل بالمرأة , لأنها تتناول زوجة تقع في حب رجل غير زوجها و ترك زوجها من أجله , و لأن تلك المشاعر الإنسانية تصلح لكل وقت فلقد تناول أكثر من عمل الرواية على الرغم من أن نصها الأصلي يصف بدقة أيضا روسيا القيصرية و الحياة الداخلية للفئة الارستقراطية من المجتمع, تلك الفئة التي انتمى لها "تولستوي" لكنه كان بعيد كل البعد في أفكاره عنها.

توفت بطلة تولستوي منتحرة في محطة القطار بينما هرب تولستوي نفسه  في أواخر أيامه إلى  محطة القطار بعدما قرر الهرب من محاصرة زوجته له,و حياته المرفهة التي لم يرى فيها قيمة, لكن في جو روسيا الجليدي لم يتحمل عجوز في الثانية و الثمانين من عمره تلك المغامرة و أصابه التهاب رئوي حاد توفى على أثره.

من أشهر روايته أيضا رواية" الحرب و السلام" و يعتبره النقاد مؤسس ما يسمى بالفن الملحمي النفسي, لأن الحوارات الداخلية تحتل مكانة كبيرة الأهمية في كتابته.


لذا تجد كقاري بعض من أفكارك و مشاعرك بل حتى حيرتك بين كلمات ذلك الفنان الروسي العظيم و إن لم تكن قد تعرفت على الأدب الروسي قبلا , أنصحك بشدة أن تقرأ أحد أعماله , أما إن كنت قد عرفت الأدب الروسي , فشاركنا توصياتك لكتب مفضلة , حيث أن الإطلاع عليه أمر مهم لكل من يهوى قراءة الأدب.


3 comments

حسن ارابيسك said...

أولا وبكل تأكيد أن كل ما تدوينينه رائع بمعنى الكلمة
واختيارك اليوم لكاتب عظيم مثل تولستوي هو اختيار موفق لكاتب احب مدرسته جداً في الكتابة بشأن اهتمامه بالتفاصيل
الحقيقة سعدت جداً بالمقال المميز جداً وهذا ليس بغريب عن كاتبة مثلك تحب وتجيد كتابة وقرأة الأدب
تحياتي
حسن أرابيسك

Amira Elsherbiny said...

حسن أرابيسك

أشكرك جدا

تولستوي لا يكفيه مقال واحد لوصفه
:)

أنا الأخرى من أشد المعجبين بأدبه
تحياتي لك

يا مراكبي said...

مقال ثري

أحييك على الفكرة والعرض

Professional Blog Designs by pipdig