مدونة حكايات فريدة

الحياة ممارسة حب





كنت أشاهد فيلما عن كائنات بشرية خارقة للعادة و أحد الأبطال قال مخاطبا البشر العاديون الذين يريدون القضاء عليهم أن البشر دوما يخشون مما هو مختلف و فريد.
و هذا صحيح, كن مختلفا و ستعرف قدر المعاناة النفسية التي ستتعرض لها لأنك خارج عن السياق, والمألوف. و مثل البطل الخرافي في الفيلم حيث كل الطلقات تصيبه و لا تقتله, لكنها تؤلمه و تشوه بعض معالمه, يظل ذلك الشخص المختلف, في مواجهة مع المفاهيم التي يرفض الاعتراف بها.
على الرغم من أنك قد تكون قويا جدا و تسير في الحياة بتميزك قادرا على أن تفعل كل ما تريد, لكن يظل كل تعليق سلبي, كل كلمات هجوم و لحظات شماتة و أفعالا دافعها الغيرة و الغباء, هي سهام تصيب روحك, لا تقتلك لكن تترك ندبات.
لسنوات و من خلال مدونتي و روايتي الأولى و العمل القصصي الذي أنهيه الآن, كانت و ستظل فكرتي واحدة "الحياة قصيرة و جميلة و يجب أن نعيشها سعداء, الحرية ممارسة و المطلق وهم الخانعين".
لم تكن حياتي الشخصية كاملة مطلقا و لم تزل, لكني عشت ما أؤمن به, و كان يجب أن أحكي بالتفصيل على الأقل كي أغيظ هؤلاء الحمقى الذين أزعجوني لسنوات و لم يزلوا, لكن ما لا أكتبه بصورة شخصية, اكتبه بالطريقة التي أعرفها, والتي تبدو غير معتادة للبعض لكنها بباسطة طريقتي.
مؤخرا سمعت نفس التعليق عن روايتي الأولى "عتق" أنها لا تتبع الشكل الروائي المتعارف عليه و لا عقدة بها, و أنا لا أنكر هذا, و أي نجاح أصاب تلك الرواية لم يرجع لكوني حكيت لك الحدوتة التي قفز فيها الشاطر حسن السور و أيقظ الجميلة النائمة و هزم أتباع الساحرة الشريرة, بل رجع لكوني أخبرت حقائق أؤمن بها في شكل كلمات وأيا كان من تأثر بتلك الكلمات مرر الكتاب لشخص آخر كي يقرؤه, و أنا ممتنة لهذا.
أحيانا نحتاج أن نصدق أن الواقع جميل كخيال بعقل واعي, وببساطة, لا نهرب من الواقع تحت مظلة خيمة خيال محض و لا نستسلم لتشاؤم بغيض يسمونه واقعية.
وهذا ما أفعله أحيانا من خلال كتابتي, و على الرغم من أن عملي الروائي القادم مختلفا و دراميا و به مساحة أكبر من الخيال, إلا أنك لو سألتني عن رأيي في الحياة فسأكتبه لك بمباشرة لأني عشته بنفس تلك المباشرة.
كل منا به تميز, قد يقتله المحيط أو يحالف حظا ويتوهج. لذا أنا أكتب للجميع.
يوما ما سأعمل على حملة إعلانية تابعة لمنظمة غير ربحية, سأضم فيها أطفالا من كل أنحاء العالم, و سأضع صور البهجة في كل مكان و سأكتب مقالا أخاطب فيه كل الحمقى الذين لا يؤمنون بالحياة و لا السعادة بالقدر الذي يدعونه, و الآخرون الذين يغفلون الحياة و جمالها.
الواقع لن يتغير, و السهام التي تصيبنا قد تقتلنا لأنه لا متحولون بيننا, لكن دعني أخبرك بصدق, أن كل ما آمنت به عشته, و أني قابلت بشر أجمل من أن يضم بهائهم حروف على ورق. شاهدت معجزات تحدث وأحلام تتحقق, و سعادة تجعلك في نهاية المطاف قادرا على الابتسام.
وكلما استفزني أحمق في تلك الحياة و عجزت عن حشد طاقتي من أجل مجادلته, كتبت بعضا مني, لأنه عجزي عن هزيمتك في جدال لا يعني أني لست على حق, لقد عشت الحق, وجميل هو الرب عندما يهبني ما آمنت به.
أنا منعزلة معظم الوقت, ولا أكتب حياتي الشخصية بالتفصيل, لكن صدقني إن قابلتك بالقطار أو جمعتنا جلسة قهوة, سأخبرك, أني عشت مشاعر أول مرة أكثر من مرة فيما يتعلق بكل شيء, و أن المحيط صعب و الواقع يبدو كئيبا, لكن السعادة و الحب و النجاح ليست مجرد كلمات نستخدمها, هي حقائق عشتها و يعيشها غيري, و يجب على كل شخص أن يصدق أن بإمكانه عيشها إن أرد.
كان بودي أن أحكي تفاصيل كل ما عشته يوما بيوم كي أثبت لكم ما أقول لكني للأسف لا أحبذ كتابة المذكرات بشكل تقليدي, و دعني أخبرك بصراحة شيئا أؤمن به و أكرره للمقربين, لو أني قبلت حبيبي قبلة جميلة جدا, و شعرت بالحنين إليها بعد التمتع بها و كان الخيار لي أن اكتب استيتوس عن مشاعري أو أصفها في كتابة أدبية أو أعود لمقبلي و ألثم شفاهه من جديد, فإنني قطعا سأعود لالتهام شفتيه و لن أكتب لكم شيئا!
استمتعوا بحياتكم و كفوا عن التناحر الأحمق.

No comments

Professional Blog Designs by pipdig