مدونة حكايات فريدة

قتل غير متعمد



أقوى الأشياء تأثيرا تأتينا بغتة. ومالا نتوقع حدوثه على الأغلب هو ما يربكنا ويحيرنا.

بإمكانك أن تعتبرني ذلك الغير متوقع.. أو
الضربة الغير مرئية التي تصيبك في مقتل.


كان لي حبيب يدعوني بالقاتلة، وكانت طبيعيتي

المسالمة تستنكر وصفه هذا وتنفيه في إصرار!

كم من الأعداء ترفعت عن رد الصاع لهم صاعين، لا لضعف ولكن لدراية بعظم المقدرة.

طبيعتي المسالمة وصمتي الذي يفشل الاستفزاز إخراجي عنه، يعطيان انطباعا بالوداعة والطيبة.


قطعا استهان بي كثيرون ولم أكترث، ففي نهاية الأمر، عالمي الداخلي مسالم بالفعل ومحسوب ومتوازن.


لم أر الخطر الذي يصفني به رجلي عندما يدعوني بالخطيرة.

كنت استشهد بكل المعارك التي تجبنت خوضها، والأنذال الذين ترفعت عن مضغهم وبصقهم رغم علمي بكل نقاط ضعفهم وأقذر أسرارهم.


صمتي الدائم حتى عن رد غيبتي التي ينتهكها كل حاقد بالحق والباطل!

أسوار عالمي العالية التي لا أسمح لما هو تافه بالاقتراب منها، ملامحي الطفولية وابتسامتي الهادئة، وتجنب حتى ذكر ما تعرضت له من أذى.

كنت أفتح كفي الصغير الأعزل وأشير إلى صدري المفتوح في مواجهة الدنيا دون خوف أو افتراضات أو أدنى سوء نية، وأقسم على وداعتي ببراءة غير مصطنعة!

لزمني العمر كي أدرك أن صدري المفتوح نصل وأني أنفذ بالعمق، وأنتزع نفسي بغتة.

يوم فهمت تلك النظرة بعينيه وهو قابض على كأنما يقاوم انفلاته الحتمي من قلبي.

بينما صمتي فجوة تلتهم السخافات التي صرخ بها كبره والتي أعلم يقينا أنها أمنيات لن تتحقق.

قبل ذلك اليوم لم أر سوى جسدي المثخن بجراح، وكفي الذي لم يحمل سلاح.

لم أبصر سوى محاولاتهم المستميتة وركضي المجنون نحو الأفق.

والكره الذي مسحته عن قلبي والبغضاء التي أطلقت سهامها نحوي ألف مرة!

كل هذا وأكثر جعلني مقتنعة أني لم أبسط يدي ولو مرة!

لكن نظرته بعيني وهو قابض علي توسلت لي أن أبسط يدي، أن أضربه، ألعنه أكرهه، أفعل أي شيء وكل شيء إلا الشيء الوحيد الذي أجيد فعله، اللحظة التي أدير فيها الغمد تسعين درجة وانتزعه بقوة، لينتهي كل شيء!

وفي ذلك الانتهاء كل العذاب الذي لم أدرك أثره.

لأني لم أكن أعرف.

صدقا.. لم أعرف!

No comments

Professional Blog Designs by pipdig