مدونة حكايات فريدة

صحوة

 




ها نحن ذا بعد سبع سنوات من الشطط!

لفظ بكِ الموت خارج جُب الغفلة، إلى أرض غير الأرض وسماء غير السماء!

أتت الصحوة بأنسب طريقة، لتناسب عدم حدتك.  

لكن بساطة الطريقة لم تخفف من وطأة الأزمة! ولا يمكن لأي من كان أن يخفف وطأة هذا الأمر.

فرضتي على نفسك العزلة ولزم الصمت في وقت انتظار مزيد من الحديث!

ما حدث كان كبيرا لكنه جميل جدا، هبة لم تعرفي حتى بوجودها، وطرق لم تطلبيها، دفعتك المقادير نحوها، فخطوتي خطوات كبيرة، وأخرى حثيثة، لكنكِ وكعادتك، مضيتي قدما!

تعجلكِ الوصول جلب قلق كان من السهل اجتنابه، لكن الصبر شيمة العارفين، وأنتِ لم تعرفي بعد!

الآن تنظرين إلى الخلف وتدركين ما صعب عليك رؤيته في خضم الحدث والأحداث الموازية.

أخيرا تعرفين أين أنتِ، وتستشعرين أرضا، تصلح لدق وتد.

أنتِ أكثر من عرفت حظا، تطلبين من الحياة ما لن يزيدك فتدفعه دفعا بعيدا عنك، وتؤتين ما لم تطلبي من حيث لم تعلمي!

سنوات قد مرت، تبدلتي فيها كعادتك!

كم من شخص صرتيه خلال الرحلة!  لا تذكري تفاصيل أي منهم!

 تباغتك ومضات خاطفة منذ ما يزيد عن العام تأخذك لمناطق شعور، تُذكرك بما ردمه النسيان.

لم تتشبثي بشيء، ومحت الأيام تفاصيل الحكايات المهجورة.

الماضي حي في ذاكرة من يحيه ويذكره.

وأنتِ لم تملكي أبدا الوقت كي تسترجعي، ولا رغبتي في هدنة.

سهم مطلق صوب هدف ما، والأهداف كُثر!

لقد نفرتي من السكون والقهر وقلة الحيلة في صغرك, وتقتي إلى الحركة فكُتبت عليك.

طلبتي التجدد فصار سمتك.

وها نحن ذا، نفس الجسد بكينونة أخرى.

خطفكِ النوم لحظة وبعثتي شخص آخر، ولم يفهم أحد!

ومرت السنوات سبع وكعادتك لم تعدمي وسيلة لتغيري وتجددي.

لم يكفك هول ما يعتمل بداخلك، على التوازي بدلتي المحيط وتبدلتي مع تبدله!

وأتتك الحياة بما لم تحسبي حسابه، ليكتمل الأمر.

وها الأربعين تقترب

وبالرغم من كل ما وقع، تبدو كل الأشياء مؤجلة والأحلام مركونة للعرض على رف الانتظار!

ندور في دوائر العبث!

يُسلم الليل النهار، وتتعاقب الساعات ركضا وتركضين ورائها لاهثة

السراب يلوح في الأفق، تحثين الخطى نحوه متوهمة الامتلاء وكلانا يعرف أنه لا وصول!

هل فات الأوان حقا؟

لا لم يفت، لا ينتهي شيء بالقلب نابض طالما بنا حياة!

 

No comments

Professional Blog Designs by pipdig