رجال خارج المهد

الرجل طفل كبير
من كان صاحب تلك العبارة . امرأة
عاشقة بوله , أم رجل أراد تبرير أنانية بني جنسه ؟
لا يهم من صر ح بتلك الحقيقة ,
فالمرأة أم بالفطرة في كل الأحوال
إنهم يريدون ذلك الوعد , تلك
الكلمات التي تطمئنهم , كالأم تحمله من المهد عندما يبكي و تهمس في أذنه أنها باقية معه للأبد
ذلك الذي يتمرد على حضنها و سلطتها فيما بعد كي يشعر أنه قد كبر و نضج و صار رجلا ,
بينما يبحث عن حنان ذلك الحضن في كل حضن آخر يلقاه بعدها على طول الطريق
أن تهمس في أذنه أن الأمور ستصير أفضل و أنها ستبقى , هذا هو ما يحتاجه ,
هذا هو ما يريده
و ماذا لو كان لا يصدق , أبدا ؟,
يبكي كلما حاولت تهدئته ,و كأنها ليست هناك و كأنها تحمل جسدا آخر غير جسده و تربت
عليه , و كأن تواجدها لا يعد ضمانا كافيا للوجود!
لكنه يريد الصبر اللانهائي ,
التقبل المطلق لإزعاجه و صراخه و تعبه
هو الطفل الذي لم يعد ينام في
المهد لكنه حمل طفولته بداخله بأنانية مبررة .
لكنها , هي الأخرى , كانت يوما
ما تُحمل , كصغيرة تطمئنها همسات تعدها أن الأمور ستكون أفضل
أحيانا تكون متعبة , غافلة , خائفة
,سقطت رغما عنها , و لم تستطع أن تعد ذلك الوعد المطمئن أنها , ستبقى للأبد
أحيانا تحتاج هي ,من يحملها و يخبرها أنه كل شيء على ما يرام
, حتى و عن لم يكن حقا على ما يرام
حتى و إن لم يكن الوجود فعليا , دلالة على التواجد .
Comments
:)
تحياتي لمرورك الكريم
أرى أن كلاهما يحتاج إلى ذلك، كلاهما بداخله طفل مهما تقدم بهما العُمر
هذا صحيح
:)