مدونة حكايات فريدة

القاني





قالت لي أن الوحدة تفعل أكثر من ذلك , حدقت في بعينيها الغائم لونها بين الأزرق و الرمادي و قبضت بكفها الخشن على كوب الشاي الساخن , رغم الجو الحار , و هي تردد ببساطة

" الوحدة .. الوحدة !"

بشعرها المفروق من المنتصف و جديلتين قصيرتين فضيتين اللون و فمها الذي يبدو مضموما إثر كل تلك الخطوط الرفيعة التى رسمها حوله العجز , بدت لي كإحدى ساحرات مكبث , فوجلت للحظة لكني تماسكت , كنت لم أزل أملك تلك القدرة على التماسك و مدارة انفعالي , لكني كنت أعرف أن عيونها الرمادية تراني جيدا.

" الوحدة , تفقد المرء اتزانه ,  فيمد مخالبه ليقتنص أيا من حوله ,كالذئب يعوى بالليل البهيم وحده ضالا على وجهه باحثا عن أي فريسة , يقتنصها لأنه فقط أرادها أن تشاركه وحدته"

على أرضية الغرفة , كانت الدماء لم تزل , رطبة , و كانت تلك المرة الأولى التي أشتم فيها رائحة الدم , لكل شيء رائحة , هذا ما قلته لنفسي و أنا أتطلع لبقعة الدم المجاورة لقدمي , و داهمتني رغبة غير مبررة أن أمد قدمي و أسحب من الدماء خطا , طوليا على الأرض , لكني لم أفعل , تابعت هي عيني و نظرت للدماء بالأرض و بدت عينيها أكثر لمعانا , و رددت للمرة الثالثة
" الوحدة تفعل أكثر من هذا " ثم صمتت 

No comments

Professional Blog Designs by pipdig